نقف الآن على بُعد ساعات من رمضان،هذا الشهر الذي له ماله من الفضائل والمكارم،لنستقبله بأمنيات جديرة بالتأمل لعل وعسى نراها مثمرة.. أول الامنيات أن يصوم المسلمون في يوم واحد ويفطروا للعيد في يوم واحد، لأن الهلال واحد في الشهر الواحد فلا يجعلون منه أهلّة بعدد الأقطار أو مجموعة أهلّة عن قصد أو عن جهل. نتمنى أن لاتُستغل حاجات الناس في هذا الشهر الكريم لأغراض سياسية لا علاقة لها بالإيمان والتقوى فكثيراً مايحدث هذا الاستغلال وليكن عطاء من يستطيع أن يقدم شيئاً خالصاً لوجه الله الكريم وحده لاسواه،ولتذهب السياسة بعيداً عن المجالات الإنسانية في العطاء والمساعدة فلا تُغلَّف العطايا والصدقات بأعلام الأحزاب ولاتصرف بالبطاقة الحزبية أولاً ولمن يُراد تأليف قلبه لذلك الحزب ثانياً وما إلى ذلك من تفاصيل لاتجتمع بأي حال مع العمل الصالح لوجه الله الذي لايريد أصحابه جزاءً ولا شكوراً ولا اكتساب شعبية جماهيرية. نتمنى أن يراجع الجميع حساباتهم وهي حسابات كثيرة ومتعددة مع الله ومع الناس لتكون النتيجة تصحيح الاخطاء وتصويب الخطى.. نتمنى أن لاينخدع البعض بأنفسهم فيظنوا أنهم خير خلق الله أجمعين ويرون أنهم أهل الصلاح والتُقى ولاخير في سواهم إلا من كان من جماعتهم أو في حزبهم أو من أنصارهم فالله وحده هو أعلم بالمتقين.. نتمنى أن يغادر البعض دوائر العناد والمكابرة التي تضر بالأوطان والناس جميعاً وأن يدركوا أن الإصرار على وجهة النظر ليس دليل قوة ولاعنوان سياسة حكيمة،وأن التحالفات من أجل التعطيل وإحداث الفوضى والقلق لن تقود إلى نتيجة يُستفاد منها،وفي هذا الشهر الكريم ينبغي أن تصفو النفوس وتتفتح العقول ويجري تمييز الخطأ،ومن الفضيلة أن يتراجع المخطئ حين يُدرك أنه أخطأ، ولو كان متحالفاً مع غيره وهنا تكمن أخلاقيات شهر رمضان ومبادئ الإسلام في كل الشهور والأعوام. نتمنى أن يتحقق في رمضان على مائدة الصبر والحكمة مالم يتحقق في الفترة الماضية من التوافق والاتفاق وأن يتخلى الجميع عن حمية الخلاف وعشق الاختلاف من أجل الاختلاف. نتمنى أن لايكون سلوك الرفض والمقاطعة والقطيعة هو السلوك الوحيد للحصول على المكاسب والمصالح على حساب المصلحة العامة للوطن والناس وأن يدرك أهل الرفض لكل شيء أن هذا الاسلوب هو الابتزاز عينه وإن حاول أصحابه تغليفه بخطابات وخطب وبيانات براقة للتضليل على وعي الناس وكسب تعاطف البسطاء منهم،وفي ذات الوقت نتمنى أن لايظن هؤلاء أن الناس لايفهمون سياستهم فالأفضل أن لايراهن من يراهن على الفشل لتحقيق المكاسب،ولتكن مناسبة لتصحيح السلوك الخاطئ والتخلي عن العناد الذي لايحل مشكلة ولايُصحح مساراً إن انحرف أو مال عن الصواب.. نتمنى أن لايخرج شهر رمضان بمثلما دخل به علينا من تناقضات وأزمات انعكست على كل الجوانب اليومية وسوف تنعكس سلباً بصورة أكبر وأشد إذا لم تعد قراءة السياسات والمواقف والنوايا والأهداف،ومن ثم تصحيحها..!!