لا خلاف البتة مع حقائق ومبادئ تعلمناها صغاراً وكباراً حول قضايا رئيسية تتمثل بالنظافة والجمال واحترام النظام والقانون .. وهي قضايا لا جدال فيها لإيماننا جميعاً بها من منطلق أن «النظافة من الإيمان» .. أولاً والثانية «أن الله جميل يحب الجمال» . ومن هذين المحورين نصل إلى قناعة تامة ولا مفر منها بضرورة التقيد بهما وفي كل جوانب حياتنا في البيت ، في العمل ، في المصالح الحكومية والمرافق العامة ، في الأسواق .. وغيرها .. ولابد أن نتذكر هنا حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندما قال : «الإسلام بضع وسبعون شعبة أولها شهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله وآخرها إماطة الأذى عن الطريق» أو كما قال صلى الله عليه وسلم . ومن هذا المنطلق فقد قررت وبحيادية مطلقة وموضوعية عملية أن أضع قضية عامة ومن الواقع المعيش على طاولة الأخ محافظ تعز رئيس المجلس المحلي وأعضاء المجلس المحلي بالمحافظة قضية شغلت الجميع بهمومها وتكررت مأساتها من عام لآخر ومن موسم لآخر رغم أهمية معالجتها وسهولة وضع الحلول المناسبة لتجاوزها فقط المطلوب أولاً وليس أخيراً توفر النية الصادقة والهمة لدى الجهات المعنية بالمحافظة ، وأنا على يقين لا يقبل الشك بأن المسألة ستحل وبأسرع وقت ممكن ، خاصة ومحافظة تعز تمتلك قيادات واعية ووطنية ولديها الحس البيئي والاستشعار بأهمية النظافة وتحسين مدينة تعز وتطويرها . وباختصار شديد فالقضية التي أثقلت كاهل الجميع وزادت من انتشار الأمراض والأوبئة هو وضع سوق الجملة للخضروات والفواكه وهو السوق المركزي العام لمركز المدينة والذي يقع تحت فندق سوفتيل من الجهة الغربية، فالسوق رغم ما يحققه من إيرادات ، إلا أنه يفتقد تماماً لأبسط مقومات النظام والنظافة والجمال ، هذا بالإضافة إلى انعدام عناصر الحماية البيئية والبيئة السليمة لتداول السلع والخدمات خاصة عند هطول الأمطار على مدينة تعز ، فالزائر للسوق بعد هطول الأمطار يصاب بالذهول والفاجعة ، لأن السوق يتحول بسبب سوء التخطيط والتنظيم والعشوائية إلى مستنقع من الطين و«الخلب» والأوبئة الذي يعكس نفسه على سلامة المستهلك والقيمة الغذائية للفواكه والخضروات وهذا ما يتفق عليه الجميع.. ومن واقع المسؤولية الملقاة على عاتق الأقلام الصحفية والإعلامية أضع هذه القضية بتفاصيلها الحزينة على طاولة الأخ المحافظ ووكلائه وطاولة المجلس المحلي ككل لعل القضية تلقى آذاناً صاغية وقلوباً مؤمنة تسارع في تفادي الكارثة البيئية التي تواجه السوق وتتسبب في تفشي العديد من الأمراض بسبب الحالة الراهنة للسوق في ظل موسم الأمطار .. والخضار ، وما أرجوه هنا واليوم على وجه التحديد هو أن يتكرم الأخ المحافظ رئيس المجلس المحلي ويرافقه كل من وكيل المحافظة للشؤون الفنية وشؤون البيئة والمدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين ومدير عام الأشغال وكل من يهمه أمر المواطن والسوق بالنزول الميداني وتلمس حالة السوق بعد ساعة من هطول الأمطار وسيكتشف الجميع ومن أرض الواقع حجم الكارثة البيئية التي يعيشها بائعو السوق وزواره .. وهي فعلاً كارثة بيئية فظيعة ويمكن حلها وبطريقة عاجلة حال توفرت النوايا ووضع الجميع المصلحة العامة فوق كل اعتبار طبعاً ومن وجهة نظر شخصية أضع الحلول بين يدي قيادة المحافظة وهي حلول سهلة وبسيطة لا تحتاج إلا لتكاليف بسيطة مقارنة بحجم الخدمة التي يقدمها السوق لأبناء المحافظة والمستهلكين وستساهم وبشكل مباشر في القضاء على أهم بؤرة للأمراض والأوبئة داخل مدينة تعز وتتمثل الحلول طبعاً من وجهة نظر شخصية بأربع نقاط هي : ? إعداد مخطط لمجرى سيول الأمطار داخل السوق وعبر قنوات محددة. ? رصف ممرات السوق بالأحجار وفي جميع الممرات دون استثناء. ? وضع إنارة عامة لممرات ومراكز السوق المختلفة. ? توفير موقف خاص لمرتادي السوق للتسوق «بأجور رمزية بسيطة» يعود ريعها للمجلس المحلي أو مستثمر السوق .. وتوظف تلك الرسوم في تحسين خدمات السوق والمواطن مستعد للدفع حال لمس العائد من تلك الرسوم في توفير خدمات النظافة والسلامة البيئية داخل السوق وسيكون أول المتعاونين للصالح العام. هذه أربع نقاط رئيسية لمعالجة الوضع الكارثي والبيئي للسوق .. فهل نسمع وفي القريب العاجل عن البدء بتنفيذ تلك التوصيات على أرض الواقع طبعاً بعد النزول الميداني للسوق بعد نصف ساعة أو ساعة من هطول الأمطار ليصل الجميع ومنهم قيادة المحافظة إلى قناعة حول حجم الكارثة الصحية والبيئية التي يعاني منها الجميع. هذا ما أتمناه ويتمناه كل أبناء مدينة تعز من مرتادي السوق والذين يجدون نفس المشكلة أيضاً في السوق المركزي وسوق بيرباشا وغيرها من الأسواق الفرعية .. والله من وراء القصد.