أمسك أعصابك إذا أردت أن يمر يوم صومك بسلام دون أن تقحم نفسك في أي مشاكل أو خلافات لأن المفهوم الخاطئ عند البعض جعلهم يعتقدون أن الصوم بدون مشاكل لايعتبر صوماً أبداً وأن المشاكل والخلافات تكثر في رمضان لأن الناس صائمون وهو مفهوم معكوس لمعنى الصوم الذي يؤدب الإنسان ويهذبه ويقوم سلوكه ويعلمه الصبر والتحمل وإن كثرت الخلافات والمشاكل في شهر رمضان الكريم أكيد ليس العيب في شهر رمضان ولكن العيب في أولئك الذين يعتقدون أن صومهم لايكتمل وليس له معنى مالم يقلبوا وجوههم ويثوروا ويغضبوا لأتفه الأسباب. نعم ليس العيب في صوم رمضان.. العيب كل العيب في أولئك الذين يظنون أنهم إن لم يكشروا عن أنيابهم ويصيحوا في وجه كل من يقف لن يعرف الآخرون بأنهم صائمون وعلى الآخرين أن لايحتكوا بهم أو يحاولوا تهدئتهم ولهذا فالنصيحة التي يجب أن يعمل بها الجميع طوال شهر رمضان المبارك أن يمسكوا أعصابهم ويبتعدوا قدر الإمكان عن هؤلاء الذين يتخذون الصوم مبرراً لتصرفاتهم التي تسيء للآخرين تجنباً للوقوع في المشاكل والخلافات التي تؤدي إلى عواقب وخيمة تجلب لصاحبها الندم بعد فوات الأوان وبعد وقوع الفأس في الرأس كما يقال ويدفعون الثمن غالياً والحوادث كثيرة لو تمعنا فيها لأدركنا كم هم أغبياء ومقهورون أولئك الذين كانوا سبباً في حدوثها وهذه المرة لا علاقة أبداً للشيطان الرجيم ووسوسته لأن في هذه الأيام المباركة تقيد شياطين الجن ولايبقى إلا شياطين الإنس فكم من صائم أو بالأصح من يقول إنه صائم اعتدى على زوجته بالضرب والشتم والكلام البذيء لأن طفلهما الرضيع بكى وصوت بكائه أزعج أباه الصائم وأمه مشغولة عنه في إعداد وتجهيز الفطور لزوجها الصائم وهذا صائم أخر يقفز من فوق سريره كالمجنون يحمل عصاه ويخرج ينهال بها ضرباً على أحد أبناء جيرانه ممن أوقعه قدره في يده بعد أن تمكن زملاؤه الآخرون من الفرار والنفاذ بجلودهم من هذا الوحش الآدمي لأن أصوات هؤلاء الأطفال أزعجت جارهم الصائم لينتهي الأمر إلى خلاف ومشكلة كبيرة بين عائلتين مرت على العقال وأقسام الشرطة والمحاكم خسر فيها الطرفان علاقتهما وصداقتهما وجوارهما قبل أن يخسروا الكثير من المال وصائم آخر من نفس الفصيلة السابقة لم يمنعه الغضب من الاعتداء بالضرب على امرأة عجوز طرقت باب شقته تريد منه صدقة فلم تجد غير الضرب صدقة وكفارة لهذا الصائم..صائم آخر طلق زوجته لأنها لم تقدم له الطعام دفعة واحدة وهي تعلم أنه صائم طوال اليوم ويريد أن يشبع ويملئ بطنه بكل ماهو موجود من طعام..وهذا الصائم أيضاً خرج لشراء بعض المطالب ولكنه لم يعد لأنه أثناء التسوق حدثت بينه وبين صائم آخر من نفس فصيلته مشكلة صغيرة جداً حيث حاول أحدهم أن يسبق الآخر في الشراء تطورت إلى شتم واشتباك بالأيدي استخدم فيه السلاح الأبيض لينتهي الأمر بجريمة قتل وغير ذلك من الحكايات التي لا تصدق يكون أبطالها من يقولون إنهم صائمون. أحد المواطنين ذهب إلى أحد مديري العموم لإكمال معاملة وحين وصل إلى أمام مكتب المدير وقف له العسكري بالمرصاد ومنعه من الدخول وبلهجة وأسلوب يدلان على أن عسكري المدير صائم.. المواطن المسكين حاول إقناع العسكري ولكن دون جدوى وأثناء ذلك خرج المدير من مكتبه، حاول المواطن أن يتحدث معه ولكن المدير استمر بالمشي دون أن ينطق بكلمة واحدة فما كان من العسكري إلا أن قال له: قلنا لك رحلك ياحاج مابش فائدة المدير صائم وأنت ولاتفهم !!. فما الذي يحدث للصائمين في رمضان المبارك وهل هذه هي أخلاق المسلم الصائم وسلوكياته؟؟ واللهم إني صائم.