- يتبادل الشارع المحلي مقولة شعبية تقول “ لا تكلم صائماً بعد العصر” وذلك لأن فترة مابعد العصر كانت وماتزال تشهد العديد من الحوادث المؤسفة التي تحدث نتيجة انفلات أعصاب العديد من الصائمين الذين يفقدون السيطرة على أعصابهم ويخرجون عن دائرة السيطرة فتجدهم مع أبسط خلاف عابر يسارعون في الاعتداء على الآخرين وقد يصل الأمر إلى حد سفك الدماء وإزهاق الأرواح على أتفه الأسباب. - ولا أعلم هنا ماهو سر هذا النزق الرمضاني الذي بلغ حدوداً لا تطاق ووصل إلى مستويات لا يمكن تحملها أو الصبر على تداعياتها المؤسفة، وللأسف فهناك من يرجع هذا النزق إلى الصوم على الرغم أن الصوم تهذيب للنفوس وسكينة للقلوب، علاوة على أن المدرسة المحمدية التي يدرس فيها منهج الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيها من الدروس والتعاليم الإسلامية والقيم الإيمانية الكثير مما يستفيد منها الصائمون ويساعدهم على الصوم على الطريقة الصحيحة دون الوقوع في المنزلقات الخطيرة التي تقود البعض إلى إفساد صومهم وحرمانهم من الأجر والثواب المخصص لهم. كلنا قرأ الحديث الشريف الذي بين فيه الرسول عليه الصلاة والسلام كيفية تعامل الفرد المسلم الصائم مع من يسيء إليه سواء بالسب أو الشتم أو أي شكل من أشكال الإيذاء حيث شدد عليه الصلاة والسلام على عدم الانسياق وراء طرق الشر والفتنة والرد على هذه الإساءات بعبارة قصيرة في كلماتها كبيرة في قيمها ومعانيها وهي القول “ اللهم إني صائم” وهي عبارة تمنع قائلها من الوقوع في المحظور وليست كما يصور أو يتخيل البعض بأنها مؤشر على الضعف والخوف والجبن وإنما هي امتثال للتوجيهات المحمدية وهي دلالة على الحلم فالحليم كما أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام هو من يمسك نفسه وقت الغضب. وحري بنا جميعاً أن نتحلى بالصبر وخصوصاً ونحن في شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والذي تغلق فيه أبواب النيران وتفتح أبواب الجنان، شهر حصد الجوائز الإلهية الكبرى التي أعدها المولى عز وجل لعباده الصائمين إيماناً واحتسابا، وفي الأخير أدعو الجميع إلى الابتعاد عن النزق والترفع عن الصغائر والابتعاد عن افتعال المشاكل والخلافات في شهر رمضان فحذار حذار من ذلك لأنه قد يقود إلى ما يغضب الله ورسوله والعياذ بالله. وعلينا أن نجعل من رمضان كفارة لذنوبنا السابقة لا أن نجعل منه بداية لموسم حصاد ذنوب طازجة فالعقاب وخيم والجزاء أليم والعاقبة للمتقين.