شهر رمضان شهر التوبة والإحسان،شهر تشتاق إليه القلوب وفيه من الفضائل العظيمة ماجعله بحق سيد الشهور،وفي نهار رمضان يلاحظ على البعض عدم التمكن من السيطرة على أعصابهم سواء داخل المنازل أو في الشوارع والأسواق فتجدهم يتصفون بسرعة الانفعال وعلى أبسط القضايا تجد الواحد منهم قد يدفع حياته ثمناً لذلك في لحظة غضب والبعض قد يرتكب جرائم في حق الغير لا يحمد عقباها، والسؤال الذي يفرض نفسه هو ماهو سر النزق الرمضاني لدى البعض وهل فعلاً للصيام تأثير في ذلك أم أن المسألة لاتعدو عن كونها سلوكاً شخصياً يمارسه البعض متأثرين بضغوطات نفسية أو مشاكل تنعكس على تصرفاتهم.. «الجمهورية» نزلت إلى الشارع الرمضاني وحاولت البحث عن أسباب ودوافع هذه الظاهرة وفيما يلي الحصيلة:تأثيرات الجوع الأخ علي الجهمي تحدث قائلاً: التعصب وانفلات الأعصاب في رمضان يأتي بسبب الجوع حيث لا يستطيع البعض التحكم في أعصابهم لأنهم منعوا من أشياء كانت بالنسبة لهم ضرورية ولذلك تجد أن غالبية المشاكل والمنازعات التي تحدث في رمضان هي في الحقيقة تقع في اللحظات الأخيرة التي تسبق موعد الافطار لأن المعدة في هذا التوقيت صارت فارغة تماماً وتركيز هؤلاء على كيفية الوصول إلى اشباعها. تأثير القات والسيجارة الأخ خالد محمد الزبيدي موظف التقيناه وهو يفض اشتباكاً رمضانياً قائلاً: هذه مشكلة دائماً مانعاني منها في رمضان وبالتحديد من بعد العصر وذلك لأن هؤلاء يقومون من النوم متأخرين بعد ليلة طويلة مع القات حتى ساعات متأخرة من الليل بالإضافة إلى السيجارة وعندما يصحون من النوم فإنهم لا يزالون تحت تأثير القات الذي يعكر طبيعة الشخص المخزن في سائر الأيام فكيف بالصائم حينها تكون الأعصاب فالتة كثيراً وسرعان ما ينفعل الشخص لمجرد أنك لم ترد عليه السلام بدون قصد أو لارتكابك خطأ غير متعمد وما أكثر الحوادث المؤسفة التي يسقط فيها ضحايا وتسيل فيها الدماء جراء نزق صائم لم يُحسن ضبط ايقاع اعصابه وانساق وراء نزوات نفسه التي وسوست له ارتكاب هذه الجريمة وأنا هنا أؤكد لك بأن المدمنين على القات والدخان والشيشة هم الأكثر تعرضاً للنزق. سلوكيات الشخص الصائم الأخ فواز الفقيه سائق تحدث قائلاً: النزق الرمضاني يحدث بكثرة في صفوف السائقين بسبب اجراءات السير وحركة المرور وارتكاب اخطاء سواء من قبل المارة أو من قبل أصحاب المركبات والسيارات من مرتادي الطريق فقد يأتي أحد الركاب مثلاً ويرفض دفع الأجرة بصورة استفزازية لا يمتلك السائق القدرة على تقبل تصرفه هذا فيدخل معه في صراع وعراك وقد سمعنا عن السائق الذي قتله أحد الركاب بأمانة العاصمة في شهر رمضان بسبب خلاف على خمسة ريالات ولا أرى أن للصوم علاقة اطلاقاً فأنا شخص أمتلك عقلاً أفكر به وهذا يساعدني على تدبر الأمور ومعرفة عواقبها فالشخص الصائم نفسه هو من يخلق لنفسه هذه التصرفات غير المسؤولة بدليل أن هناك أشخاصاً للأسف في رمضان لا يصومون ومع ذلك نجد أنهم أكثر الناس ارتكاباً للمشاكل في نهار رمضان وفي غير رمضان. عدم إدراك معنى الصوم الأخ ابراهيم محمد المجدد تحدث بقوله: النزق والانفعال في رمضان للأسف تحولت عند البعض إلى عادة وأعرف أنا أحد الاشخاص كان الناس يمازحونه في رمضان وسرت شائعة بأن هذا الشخص لا يقبل المزاح في رمضان وبأنه سريع الغضب وقد يصل به الحد إلى الاعتداء على الآخرين إذا ما اعترضوا طريقه لأي سبب ومع مرور الوقت تأقلم صاحبنا مع الشائعة وصار يعتبرها سلوكاً شخصياً خاصاً به حتى صار اليوم مضرب المثل للنزقين في الشهر الفضيل.. وبالنسبة لنزق بعض الباعة المتجولين والمواطنين في نهار رمضان فلا أعتقد أن هناك أسباباً لذلك سوى الجوع والعطش والإغراق في النوم حتى ساعات متأخرة من النهار وعدم إدراك هذا الصنف من الصائمين الحكمة من مشروعية الصيام وقد يخسر هؤلاء أجر الصيام في لحظة نزق لا تستاهل كل هذا التوتر ومهما حصل فليتذكر الإنسان أنه صائم يؤدي فريضة افترضها المولى عزوجل وعليه الاقتداء بسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام في تعاملاته خلال شهر رمضان المبارك، حيث كان صلوات الله عليه وعليه أله وصحبه وسلم سمحاً وجواداً وكان يحث على السمو والترفع عن الصغائر بالنسبة للصائمين والاكتفاء في حال تعرضه للسب أو الشتم في رمضان بالقول اللهم إني صائم. صفة سائدة عند الغالبية الأخ أكرم الزبعة تحدث قائلاً: دائماً ما يأتي رمضان ومعه تكثر المشاكل والحوادث المؤسفة التي تحصل بسبب خلاف عابر أو ملاسنة كلامية وهذه لا علاقة لها بالصيام ولكن لها علاقة بشهر رمضان فالنزق صفة منتشرة عند أغلب اليمنيين كباراً وصغاراً وما يحصل في رمضان يحصل في باقي شهور السنة ولكن خصوصية رمضان أن جلسات المقيل الليلية تمتد إلى آخر الليل وأغلب المواطنين في وقت المقيل العادي عصراً متواجدين داخل الأسواق وبماأن النزق صفة موجودة في داخلهم فمن السهل استثارتها بأي شيء حينها يكون رد الفعل قوياً وهذا ما نشاهده في رمضان من قبل البعض الذين يجعلون الصوم شماعة لتبرير سلوكياتهم العدوانية التي يقومون بها في رمضان دونما مسببات ضرورية لذلك. رؤية طيبة وللحديث عن رأي الطب في هذه القضية التقينا الأخ الدكتور زايد حسين والذي تحدث الينا قائلاً: بداية عندما نتطرق لموضوع النزق في شهر رمضان لابد أن نفرق بين الاشخاص المصابين بأمراض والاشخاص الاصحاء، حيث إن المصابين بأمراض الشيخوخة وأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم والتهابات البواسير والذين يعانون من حالات نفسية ومشاكل عضوية دائمة هم أكثر عرضة للنزق في الأيام العادية ومن الطبيعي أن يزداد ذلك في شهر الصيام وخصوصاً عندما تكون هناك مسببات ودوافع تقود إلى ذلك وقس على ذلك من يعانون من مشاكل أسرية ومعيشية فهؤلاء يجدون صعوبة في التحكم بأعصابهم في رمضان وهذا يعود لعامل نفسي أكثر من كونه عاملاً سلوكياً أو دافعاً سلوكياً أما بالنسبة للاشخاص الأصحاء فلا دخل للصوم بالنزق أو العدائية التي يرتكبونها في رمضان فالصوم هو مدرسة رائدة تهدف إلى تهذيب النفوس وتسهم في ضبط الجوارح وسد المنافذ التي قد يتسلل منها الشر ولذلك تجد أغلب الأطباء ينصحون المرضى بالصوم من أجل تأقلم اجسادهم مع الأدوية والعقاقير الطبية العلاجية ولو كان للصوم أي تأثير لكان هذا التأثير قد وقع على الصائمين جميعاً ولكن مادام الأمر يقتصر على عناصر محدودة فقط ففي ذلك تأكيد على أن الشخص الصائم هو من يُجبر نفسه على نهج هذا السلوك.