فيما الديمقراطيون الاجتماعيون الألمان يعانون من تدني شعبيتهم لصالح حزب اليسار الجديد، ويجاهدون في سبيل استعادة وحدتهم فيما يخص الاتجاه المستقبلي الذي ينبغي أن يختطه الحزب. قرر الحزب إعادة تعيين أمينه العام السابق فرانز موينتفرينج البالغ من العمر 68 عاماً في هذا المنصب بعد إعلان الأمين العام الحالي كورت بيك استقالته. كما اختار الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني الذي يتقاسم السلطة الآن مع الحزب الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل في ائتلاف غير متجانس. اختار وزير الخارجية في الحكومة الائتلافية الحالية فرانك فالتر شتاينماير لمنافسة المستشارة أنجيلا ميركل في الانتخابات الاتحادية المقبلة المزمع إجراؤها العام المقبل. شتاينماير الذي يعد وموينتفرينج من مؤيدي الإصلاحات الاقتصادية التي كان ينادي بها المستشار السابق (عن الحزب) جيرهارد شرويدر، وهي الإصلاحات التي أدت بكثير من مؤيدي الحزب التقليديين إلى النفور عنه. قال في معرض قبوله ترشيح الحزب: إن الحملة الانتخابية لن تبدأ اليوم، ولكننا الآن في طور الاستعداد لانتخابات 2009م. الحزب الديمقراطي الاجتماعي قرر أيضاً العودة إلى اعتماد برنامج إصلاحي. وفي حين تبدو قرارات الحزب الأخيرة ناتجة عن شعور بالهلع، يقول المحللون: إن الترتيبات الجديدة التي اعتمدها في قيادته قد تنجح. يقول ديتمار هيرتز المحلل السياسي في جامعة ارفرت الألمانية في تصريح أوردته وكالة رويترز: إن الانتخابات المقبلة لن تكون نزيهة بالنسبة للديمقراطيين الاجتماعيين، ولكن لم يكن بوسعهم التوصل إلى حل أفضل من هذا. مضيفاً :أعتقد أنهم تخطوا مرحلة الخطر. شتاينماير البالغ من العمر 52 عاماً، والذي كان يعمل رئيساً لمكتب شرويدر قبل تعيينه بمنصب وزير الخارجية قبل ثلاث سنوات. ينظر إليه بوصفه رجل المهمات الصعبة، كما تشير بعض استطلاعات الرأي إلى أنه أكثر السياسيين الألمان شعبية. إلا أنه لم يفز قط بمنصب عام عن طريق الانتخاب، ولذا تساور العديدون الشكوك حول قدرته في جذب الناخبين في الحملة الانتخابية. مايعني إدخال عامل موينتفرينج في المعادلة. فزعيم الحزب الجديد- القديم يعتبر عنصر توحيد قد يساعد في اجتذاب الجناح اليساري وثنيه عن التخلي عن الحزب. فبالرغم من دفاعه عن الإصلاح الاقتصادي، أثار موينتفرينج لغطاً كبيراً عام 2005 عندما شبه المستثمرين "بالجراد" في تعليقات نظر إليها على أنها محاولة لاستمالة مؤيدي الحزب الديمقراطي المسيحي التقليديين. المسيحيون الديمقراطيون على الجانب الآخر يتعرضون لضغوط من طرفي الطيف السياسي، حيث يعمل حزب اليسار المشكل حديثاً الذي يقوده أوسكار لافونتين، وهو أمين عام سابق آخر لحزب الديمقراطيين الاجتماعيين ينظر إليه الكثير من ناشطي الحزب هناك نظرة الخائن يتم تقاسم أنصاره، ففي حين يعمل هذا الحزب على اجتذاب مؤيديه من الطبقة العاملة، بينما تعمل سياسات ميركل المحافظة على اجتذاب أنصاره من المعتدلين. موينتفرينج يحظى بدعم اليسار، لكنه في الوقت ذاته يؤيد إصلاحات شرويدر، مايعني أنه وبحسب توصيف ألمانية يجسد الحزب برمته. والسؤال ؛ أين تتجه ألمانيا من خلال انتخابات 2009م يميناً أم يساراً؟.