صوت البرلمان الألماني اليوم بحجب الثقة عن حكومة المستشار غيرهارد شرودر تمهيدا لإجراء انتخابات مبكرة يوم 18 سبتمبر/أيلول المقبل بدلا موعدها المحدد في خريف العام 2006. وجاء حجب الثقة عن حكومة شرودر بناء على طلب من المستشار الألماني الذي دعا في كلمة له أمام البرلمان إلى حجب الثقة عن حكومته، في مسعى للحصول على تفويض شعبي جديد في الانتخابات. وقال شرودر إنه بدون فترة ولاية جديدة "سيكون من المستحيل الاستمرار" في برنامجه السياسي، ويعتبر أن تقريب الانتخابات عاماً ضروري لضمان ولاية كافية تمكنه من تطبيق إصلاحات اقتصادية قاسية. . وكان شرودر اقترح إجراء انتخابات مبكرة بعد أن مني حزبه الديمقراطي الاشتراكي بخسارة كبيرة في انتخابات ولاية نورث راين فستفاليا يوم 22 مايو/أيار الماضي. . وينظر إلى مناورة شرودر بالدعوة إلى انتخابات مبكرة كمحاولة لاسترجاع زمام المبادرة السياسية، لاسيما مع ارتفاع مستويات البطالة التي وصلت 12% والعجز في الميزاينة الألمانية.. يضاف إلى ما سبق تقدم غريمه الحزب الديمقراطي المسيحي على حزبه بفارق 20 نقطة في جميع استطلاعات الرأي التي جرت مؤخرا.. وتعتبر خسارة الحزب الاشتراكي ولاية نورث راين فستفاليا "القشة التي قصمت ظهر البعير" إذ إنها الهزيمة الحادية عشرة التي يتعرض لها منذ مجيئه إلى السلطة عام 1998.. كما توصف بالهزيمة بالتاريخية نظراً لوقوعها في المناطق العمالية الكبرى التي يحكمها الحزب منذ 39 عاماً وتعد معقله التاريخي التقليدي في البلاد كلها.. وتحمل الدعوة للانتخابات المبكرة -التي يبقى قرارها النهائي بيد الرئيس هورست كولر وهو من المحافظين- مخاطر متعددة بالنسبة لشرودر، إذ يمكن أن تؤدي إلى فوز الحزب الديمقراطي المسيحي. .لكن يأمل شرودر إقناع الألمان بأن خطط المحافظين الذين أيدوا خططا اقترحها لإصلاح الاقتصاد وأثارت احتجاجات شديدة في كل أنحاء البلاد، ستكون أكثر صرامة من مقترحات حزبه.