يجب محاسبة إسرائيل على القصف المدفعي الذي نفذته إسرائيل على أهداف في قطاع غزة في شهر نوفمبر- تشرين الأول 2006م. هذا ما قاله الأسقف الأفريقي الجنوبي ديزموند توتو الذي يحمل صفة مبعوث مستقل للأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان، في تقرير أعده للأمم المتحدة ونشر الإثنين الماضي،داعياً توتو إلى إجراء تحقيق مستقل ومحايد وشفاف للقصف الذي تعرضت له بيت حانون في ذلك اليوم. وكان الجيش الإسرائيلي نفذ قصفاً مدفعياً في نوفمبر- تشرين الأول 2006 أسفرعن تدمير منزلين في بيت حانون وتسبب في قتل 18 شخصاً. التقرير الذي أعده توتو لصالح مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية اعتبر رجل الدين الأفريقي الجنوبي الحائز على جائزة نوبل للسلام أن قصف بيت حانون يمكن اعتباره جريمة حرب. مؤكداً غياب أي تفسير مقنع من جانب الجيش الإسرائيلي الذي وصفه توتو بمحتكر الحقائق حول الحادثة . وفيما لجنة التحقيق التي شكلها الجيش الإسرائيلي كانت خلصت من جانبها في شهر فبراير- شباط الماضي إلى أن الإصابات التي وقعت في صفوف الفلسطينيين لم تكن متعمدة، بل كانت نتيجة عطل أصاب أجهزة التحكم بنيران المدفعية، برر الجيش الإسرائيلي قصفه المنطقة المذكورة في بيت حانون في الثامن من نوفمبر- تشرين الأول 2006م على أساس تلقيه معلومات استخبارية تفيد أن مسلحين كانوا يعدون العدة لإطلاق صواريخ على أهداف داخل إسرائيل. حيث جاء في بيان أصدره الجيش الإسرائيلي حينها أنه تقرر عدم مقاضاة العسكريين المسئولين لانعدام إمكانية الربط القانوني بين تصرفهم ونتيجة الحادثة. توتو الذي كان ووفد مرافق له زاروا الأراضي الفلسطينية في شهر مايو- أيار الماضي عن طريق مصر بعد أن رفض الإسرائيليون ثلاث طلبات تقدم بها لدخول غزة من خلال إسرائيل والتحدث إلى مسئولين إسرائيليين وسكان المناطق المحاذية للقطاع، أورد في تقريره بشأن هذا المنع قوله: إن إصرار إسرائيل على منعنا من زيارتها والتحدث مع عناصر إسرائيلية - بمن فيهم ضحايا صواريخ القسام من سكنة جنوب إسرائيل - هو الذي قوض التوازن الذي تسعى إليه إسرائيل، معبراً في ذات الوقت عن أسفه لامتناع الجانب الإسرائيلي عن التعاون مع التحقيق الذي أجراه بدعوى التحيز. التقرير الذي جاء في وقت يستعد فيه أعضاء حزب كاديما لاختيار رئيس جديد للحزب خلفاً لأيهود أولمرت الذي أعلن تخليه عن المنصب وبالتالي عن منصب رئيس الحكومة بسبب تهم الفساد التي تحوم حوله اعتبر إسرائيل إذاً مجرمة حرب في قضية بعينها كاشفاً مدى حاجة المجتمع الدولي للظهور بشكل منصف ولو من قبيل التجميل .. السؤال ما الموقف الأمريكي المتوقع في موسم السخونة الانتخابية .. الجواب يكشف بالتأكيد فعالية المال العربي المودع والمستثمر في أسواق الصديق الأمريكي للعرب الذين أمكنهم حتى الآن ضمان استمرار الحصار على الفلسطينيين في القطاع..