وقعت روسيا الأربعاء الفائت معاهدتي "صداقة وتعاون ومساعدة متبادلة" مع الإقليمين اللذين اعترفت موسكو باستقلالهما عن جورجيا، الجمهورية السوفيتية السابقة. كما أعلنت روسيا التي اعترفت في السادس والعشرين من أغسطس - آب الماضي باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية،أنها ستمثل مصالح كل من "أوسيتيا الجنوبية" و"أبخازيا" في الخارج، في الوقت الذي أكد فيه رئيسا الإقليمين اللذين أعلنا انفصالهما عن جورجيا، من جانب واحد، أنهما سيطلبان الانضمام إلى "الاتحاد الروسي"، الذي يضم كلاً من روسيا الاتحادية وروسياالبيضاء. وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء كانت نقلت عن "الرئيس" الأبخازي، سيرغي باغابش، قوله : إن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية تنويان تقديم طلب للحصول على عضوية دولة الاتحاد، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، مضيفاً قوله: سنقدم طلباً إلى هاتين المؤسستين، ونأمل أن تكون نتيجة النظر فيه إيجابية. الوكالة الروسية أشارت من جانبها إلى أن "رئيس" أوسيتيا الجنوبية، إدوارد كوكويتي، ذكر بدوره أنه "يتفق تماماً مع تصريحات الرئيس الأبخازي." سيكون على روسيا إذاً وبموجب المعاهدتين، تمثيل مصالح كل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية في البلدان التي لا توجد فيها ممثليات دبلوماسية ل"الجمهوريتين المستقلتين"، وفقاً للمصادر الروسية. ذلك أن المعاهدتين تنصان أيضاً على أن أي مواطن أبخازي، أو أوسيتي جنوبي، يملك الحق في الحصول على الرعاية والحماية من جانب الممثليات الدبلوماسية الروسية على أراضي الدول الأخرى، كما تتضمن الاتفاقية بنوداً تنص على حق مواطني روسيا و"المواطنين" الأبخاز والأوسيتيين الجنوبيين، في امتلاك الجنسيتين الروسية والأبخازية، أو الروسية والأوسيتية، في نفس الوقت. في الغضون، أكد الرئيس الروسي، دميتري ميدفيديف ، في ختام توقيع معاهدتي الصداقة أن تكرار عدوان جورجيا سيؤدي إلى كارثة إقليمية، مشيراً في الوقت نفسه إلى استمرار نظام الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في "عسكرة" بلاده،ومؤكداً في ذات الوقت أن روسيا لن تسمح لجورجيا بشن عدوان جديد على أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، ومستعدة لتقديم مساعدات لهاتين الجمهوريتين، بما فيها مساعدات عسكرية. في التاسع من سبتمبر - أيلول الجاري، تبادلت موسكو مع كل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية مذكرات إقامة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفارات ووصف ميدفيديف مهمة ضمان أمن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بأنها من المهمات الرئيسة لروسيا حالياً.