سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جورجيا تطلب مساعدات دولية والبرلمان يعلن حالة الحرب وبوش يدعو لوقف القصف الروسي روسيا تشترط عودة الجورجيين الى مواقعهم قبل الحوار و بريطانيا تحذر رعاياها
أقر البرلمان الجورجي بالإجماع مرسوما بإعلان "حالة الحرب" لمدة أسبوعين بدءا من اليوم, في وقت دعا الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي إلى وقف فوري لإطلاق النار متهما موسكو "بغزو عسكري موسع" ضد بلاده, وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الروسي تمكنه من استعادة عاصمة أوسيتيا الجنوبية بشكل كامل. وقال ساكاشفيلي في اجتماع لمجلس الأمن القومي "إنني أوقع مرسوما يعلن حالة حرب", مضيفا أن بلاده في "حالة عدوان عسكري كامل". ونفى الرئيس الجورجي اتهامات روسية تحدثت عن سقوط مئات القتلى في أوسيتيا جراء المعارك, قائلا "الدعاية الروسية تشن حملة تضليل, ليس هناك 1500 قتيل مدني في تسخينفالي, إنها أكاذيب فاضحة". واستطرد بقوله "ليس هناك عمليا قتلى مدنيون". بالمقابل وصف الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الوضع في أوسيتيا الجنوبية بأنه "كارثة إنسانية". وأضاف في اجتماع مع كبار قادة الجيش في الكرملين أن قواته تشن عملية عسكرية في أوسيتيا من أجل "إرغام الطرف الجورجي على السلام". بدوره نفى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن تكون بلاده تسعى لحرب شاملة مع جورجيا، ملقيا باللوم على السلطات الجورجية في إثارة أعمال العنف. كما اتهم لافروف أوكرانيا بتشجيع جورجيا على القيام ب"تطهير عراقي" في أوسيتيا الجنوبية عبر مساعدتها بالأسلحة.
على الصعيد الميداني, قالت وكالة إنترفاكس الروسية إن المدفعية الجورجية عاودت قصف المقر العام لقوات حفظ السلام الروسية في تسخينفالي عاصمة أوسيتيا, بعد ساعات من تأكيد الجيش الروسي سيطرته الكاملة عليها. وكان الجيش الروسي سيطر على التلال المحيطة بتسخينفالي وعلى ثلاث قرى أخرى. بدوره نفى الجيش الروسي أن تكون طائراته قصفت "سكانا مدنيين في جورجيا". وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية "نحن لا نشن حربا على مدن مسالمة ولا نخوض معارك ضد السكان المدنيين". وكان التلفزيون الجورجي أعلن مقتل عدد من المدنيين وتدمير مبان سكنية صباح اليوم في قصف جوي روسي على مدينة غوري شمالي جورجيا. وعرض التلفزيون مشاهد ظهرت فيها جثث ممدة في الشوارع وأشخاص مسنون مصابون بجروح ومبان تشتعل فيها النيران. كما أكدت وزارة الدفاع الروسية سقوط طائرتين عسكريتين تابعتين لها أثناء المعارك في أوسيتيا. وأعلن متحدث عسكري روسي أن 15 جنديا من قوات حفظ السلام الروسية قتلوا في تسخينفالي منذ بدء الهجوم, فيما أصيب 150 آخرون.
من جهة أخرى قال رئيس مجلس الأمن القومي بجورجيا كاخا لومايا إن بلاده قد تطلب مساعدات عسكرية دولية وفقا لتطورات الموقف في إقليم أوسيتيا الجنوبي. ونفى لومايا أن تكون القوات الروسية قد سيطرت على عاصمة أوسيتيا الجنوبية. وأكد رئيس المجلس أن "تسخينفالي تخضع حاليا للسيطرة الكاملة لقواتنا", مشيرا إلى أن قوات بلاده أسقطت عشر طائرات روسية ودمرت نحو 30 دبابة.
وفي تطور لافت, أعلن التلفزيون الجورجي أن الطيران الروسي قصف موقعا في إقليم أبخازيا يقع تحت السيطرة الجورجية. وأضاف أن القصف تركز على قريتي ساكيني وباس كفابتشارا في ممرات كودوري الجبلية, دون ذكر وقوع خسائر مادية أو بشرية. بدورهم قال الأبخاز إنهم بدؤوا هجوما عسكريا على مدينة كودوري. وقال الرئيس الأبخازي سيرغي باغابش إنه أرسل مقاتلاته لقصف المدينة وطرد القوات الجورجية, مشيرا إلى أن طائرات روسية تشارك في القصف. وكانت وكالة إنترفاكس الروسية نقلت عن مساعد لزعيم الانفصاليين في أبخازيا قوله إن "الجانب الجورجي استمر في تكثيف حجم قواته على حدوده مع أبخازيا على طول نهر أنجوري", مضيفا أن عدد القوات الجورجية على الحدود مع أبخازيا زاد بمعدل أربعة أمثال قبل التطورات الأخيرة. وفي تطور آخر، قررت جورجيا إعادة قواتها بالكامل من العراق وقوامها ألفا جندي. وقال قائد المفرزة الجورجية بالعراق إن "المفرزة ستعود بالكامل للوطن ونحن بانتظار الجانب الأميركي لتزويدنا بوسائل النقل". الى ذلك قال مندوب روسيا لدى حلف شمال الأطلسي يوم السبت ان المحادثات مع جورجيا بشأن إنهاء القتال في اوسيتيا الجنوبية لا يمكن ان تبدأ إلا عندما توقف القوات الجورجية إطلاق النار وتنسحب الى مواقعها قبل بدء الصراع. وقال ديمتري روجوزين للصحفيين في بروكسل "أول شيئ مطلوب هو .. عودة الجورجيين الى مواقعهم وإرساء الوضع الراهن الذي كان لدينا قبلا." وقال لا يمكن ان تكون هناك "مشاورات" قبل الوفاء بهذا الشرط المسبق. من جانبه اعتبر الرئيس الامريكي جورج بوش ما يجري تصعيد خطير للأزمة، وطالب موسكو بوقف قصفها الجوي هناك فورا. وعبر الرئيس الأميركي في تصريحات من بكين التي يزورها بمناسبة الأولمبياد "عن قلقه البالغ إزاء الوضع في جورجيا"، معتبرا أن ما وصفه بالهجمات خارج نطاق أوسيتيا الجنوبية تمثل "تصعيدا خطيرا للأزمة". وقال إن وحدة أراضي جورجيا يجب أن تحترم، ودعا إلى وقف القصف الروسي عليها. من جهتها حذرت بريطانيا مواطنيها يوم السبت من السفر الى جورجيا إلا في حالات الضرورة وقالت ان البريطانيين هناك يجب أن يفكروا في مدى حاجتهم للبقاء في جورجيا . وجاء تحذير بريطانيا بعد اندلاع القتال في اقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي . وحذرت وزارة الخارجية البريطانية من السفر الى مناطق أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا ووادي كودوري . وقالت الوزارة "لا ننصح بالسفر خارج تفليس. اذا كنتم قلقين على سلامتكم فعليكم التفكير في مدى حاجتكم للبقاء في البلاد في هذه المرحلة ." وأضافت "ننصح بعدم السفر الى جورجيا إلا في حالات الضرورة