قالت روسيا إن 12 عسكرياً من قوات حفظ السلام الروسية قتلوا و150 جرحوا في معارك عنيفة ضد القوات الجورجية في اوسيتيا الجنوبية.وقال متحدث باسم قوات حفظ السلام إنهم يشتبكون في قتال عنيف مع القوات الجورجية في ضواحي العاصمة تسخينفالي.وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في وقت سابق إن الولاياتالمتحدة تدعم "الوحدة الاقليمية" لجورجيا على خلفية القتال الدائر حالياً بين روسيا وجورجيا في "جمهورية" اوسيتيا الجنوبية. وكانت الأنباء أفادت بأن قوات مدرعة روسية دخلت الى تسخينفالي، عاصمة أوستينا الجنوبية. وفي كلمة متلفزة قال الرئيس الجورجي ميخائيل سيكاشفيلي إن القوات الجورجية تسيطر بالكامل على تسخينفالي، لكن مصادر جورجية كانت ذكرت ادعاءات مماثلة في السابق قبل التراجع عنها فيما بعد. وأضاف سيكاشفيلي أن القنابل الروسية قتلت 30 جورجياً. في هذه الأثناء نقلت وكالة رويتر عن مصادر في البنتاجون أن لديهم اتصالات مع مسؤولين جورجيين، لكنهم لم يتلقوا طلباً للمساعدة في القتال الدائر في اوسيتيا الجنوبية. ودعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى وقف فوري لاطلاق النار بين روسيا وجورجيا، وقال المتحدث باسم الخارجية جونزالو جاليجوس إن مبعوثاً أمريكياً سيسافر إلى الاقليم في محاولة لوقف العنف. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية في وقت سابق إن جورجيا فقدت السيطرة على أجزاء من عاصمة اوسيتيا الجنوبية تسخينفالي، وذلك بعد ادعاءات جورجية سابقة بالسيطرة الكاملة على المدينة.ويذكر أن معظم سكان اوسيتيا الجنوبية البالغ عددهم 70 ألفاً لديهم جوازات سفر روسية.وقال الكولونيل ايغور كوناشنكوف المتحدث باسم قيادة قوات المشاة الروسية "تعرضت مواقع تابعة لقوات حفظ السلام لنيران القوات الجورجية ونتيجة لذلك قتل اكثر من عشرة جنود واصيب حوالى ثلاثين بجروح". وكانت وزارة الداخلية الجورجية قالت في وقت سابق أن المقاتلات الجورجية اسقطت ما لا يقل عن خمس طائرات روسية. بينما أفاد مسؤول عسكري روسي أن الدبابات والمدفعية الروسية دمرت مواقع جورجية في محيط عاصمة اوسيتيا الجنوبية. وفي وقت سابق نقلت وكالة انترفاكس الروسية عن زعيم الانفصاليين الاوسيتيين ادوارد كوكويتي قوله إن حوالي 1400 مدنياً قتلوا نتيجة "العدوان الجورجي" على اوسيتيا الجنوبية. وفي هذه الأثناء قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن هناك دليلاً على وجود تطهير عرقي في قرى تقع في اوسيتيا الجنوبية، وأضاف لافروف أن التطورات الأخيرة في اوسيتيا الجنوبية تلقي بالشكوك على ثبات جورجيا كدولة مسؤولة وعضو في المجتمع الدولي. وأضاف لافروف "نتلقى تقارير تفيد بأن سياسة تطهير عرقي تطبق في قرى في اوسيتيا الجنوبية، عدد اللاجئين يتزايد، والخوف يتنامى، الناس يحاولون النجاة بأرواحهم" من ناحية أخرى أفاد شهود عيان بأن قوات روسية وصلت إلى أوسيتيا الجنوبية التي تعرضت لاقتحام القوات الجورجية في وقت سابق اليوم. وعرضت القناة الأولى للتليفزيون الروسي لقطات لقوة عسكرية روسية قالت إنها دخلت إلى أوسيتيا الجنوبية. وقد أكد مسؤول جورجي هذه التقارير، مشيرا إلى أن القوة الروسية تتجه بالفعل نحو عاصمة الأقليم الانفصالي تسخينفالي وفي تطور آخر قال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي إن 150 دبابة ومدرعة روسية دخلت إلى أوسيتيا الجنوبية. وأضاف ساكاشفيلي بأنه تم اسقاط مقاتلتين روسيتين فوق الأراضي الجورجية، إلا أنه لم يتسن التأكد من صحة ذلك التصريح من مصادر مستقلةمن ناحية أخرى قال متحدث باسم وزارة الداخلية الجورجية إن طائرات روسية هاجمت قاعدة عسكرية جورجية قرب العاصمة تبليسي. ولكن المتحدث لم يدل بمزيد من التفاصيل. يأتي ذلك بعد إعلان ساكاشفيلي "التعبئة العامة" في جورجيا لاستعادة السيطرة على "جمهورية" أوسيتيا الجنوبية الانفصالية التي تحظى بدعم روسيا، واكد ان بلاده تتعرض "لتدخل عسكري واسع النطاق"، متهما روسيا بشن قصف جوي على مواقع وقرى في جورجيالكن الخارجية الروسية نفت اتهامات جورجيا بقيام طائرات روسية بشن هجمات على مواقع ومدن في جورجيا. وقال ساكاشفيلي إن القوات الجورجية تخوض معارك لإكمال السيطرة على تسخينفالي عاصمة أوسيتيا الجنوبية وأنها سيطرت على ضواحيها الجنوبية بالفعل.من ناحيتها، توعدت روسيا بالرد بقوة على ما وصفه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ب"المغامرة الجورجية القذرة".وقال بوتين إن متطوعين روس مستعدون للقتال في أوسيتيا الجنوبية وسوف يكون من الصعب إيقافهمكما توعد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بمعاقبة المسئولين عن مقتل مواطنيه في أوسيتيا الجنوبية.وقد شهد الموقف تصعيدا خطيرا حيث شنت القوات الجورجية هجوما استخدمت فيه الطائرات والمدفعية والمدرعات على المدينة. وقالت وكالة الانباء الروسية انترفاكس ان قذائف مدفعية أصابت "بشكل مباشر" قوات حفظ السلام الروسية المنتشرة في تسخينفالي، وأن عددا منهم قد سقطوا قتلى، فيما قال الانفصاليون الموالون لموسكو إن 15 مدينا قد قتلوا في الهجمات الجورجية. وقال ادوارد كوكويتي، "رئيس" الجمهورية الانفصالية نفى اقتحام القوات الجورجية للعاصمة وقال "نسيطر تماما على عاصمتنا والمعارك تجري في ضاحية تسخينفالي".ويتواصل التصعيد والاتهامات المتبادلة في الوقت الذي فشل فيه مجلس الامن الدولي في الاتفاق على بيان يدعو الجانبين إلى الكف عن استخدام القوة.قال رئيس الوزراء الجورجي لادو غورجينيدزي ان السلطات الجورجية تتخذ اجراءات "لمنع استمرار تسلل المرتزقة" من روسيا إلى الجمهورية الانفصالية، فيما أكد قائد عسكري جورجي إن العملية العسكرية تهدف إلى استعادة الوضع الدستوري في أوسيتيا الجنوبية. وقد عبر مجلس الامن الدولي فجر اليوم عن قلقه بشأن تدهور الوضع في جمهورية اوسيتيا الجنوبية الجورجية الانفصالية لكنه لم ينجح في الاتفاق على اعلان يدعو الطرفين الى التخلي عن استخدام القوة. يقول مراسلنا في موسكو هاني شادي إن وسائل إعلام روسية وجهت أصبع الاتهام إلى الولاياتالمتحدة من خلال حض جورجيا على الاعتداء على أوسيتيا الجنوبية وإمداد جورجيا بأسلحة حديثة منذ فترة من أجل تنفيذ الهجوم. ويتهم المسؤولون الجورجيون انفصاليي اوسيتيا الجنوبية بمحاولة جر البلاد الى حرب جديدة، ويحملون روسيا مسؤولية تسليحهم، وهي تهمة تنفيها موسكو. وكان الرئيس ساكاشفيلي قد تعهد باعادة السيطرة الجورجية على اوسيتيا الجنوبية واقليم ابخازيا الانفصالي.يذكر ان اوسيتيا الجنوبية تقيم علاقات طيبة مع روسيا، كما ان اوسيتيا الشمالية جزء من الاتحاد الروسي. وتعارض روسيا طموح جورجيا بالانضمام الى حلف شمال الاطلسي، وتتهم تبليسي بحشد قواتها على تخوم الاقليمين الانفصاليين حيث تنتشر قوات حفظ سلام روسية.