دائماً مانبحث عن الأسباب الحقيقية وراء ضعف مختلف الألعاب الرياضية في بلادنا والتي نكتشفها بتلقائية من خلال النتائج المخزية التي يسجلها لاعبونا في المشاركات العربية والخارجية التي تقام فعالياتها سواءً في داخل الوطن أو في الأقطار الشقيقة والصديقة.. الرياضة اليمنية بمختلف ألعابها مصابة بالدوخة المستمرة ،التي لم تجد حتى الآن من يصف لها العلاج المناسب والشافي لوجعها وألمها.. أو يأخذ بيدها نحو تحقيق نتائج طيبة ومشرفة في مختلف المشاركات الخارجية لاسيما العربية منها.. الألعاب الرياضية عندنا كلها «في الهم شرق».. تتساوى جميعها في الخيبة فيما تختلف في الأسماء والتسميات، وفي أماكن ومواقع ممارستها ولعبها.. رياضتنا ليست هي الرياضة التي يمارسها إخواننا الأشقاء أو يمارسها أصدقاؤنا في بقية دول العالم، الرياضة «حقنا» لها طرازها الخاص المتبوعة بانتكاسات شتى، وكونها كذلك نراها وقد عاد أصحابها إلينا بعد مشاركاتهم الخارجية مطوقين بنياشين الخيبة ، وميداليات الندامة والحسرة، ومكللين بباقات الخسران الدائم والمستمر!!.. في الأمسية الرمضانية التي عقدت الثلاثاء قبل الماضي في مبنى محافظة تعز بحضور الأستاذ حمود خالد الصوفي - محافظ المحافظة - ومشاركة الإعلاميين والصحفيين والاتحادات الشبابية والرياضية طغى النقاش والحديث حول الشأن الرياضي والهموم المتلاحقة المرتبطة به ، والتي أيقنت بعد سماعي لها من قبل رؤساء مختلف الاتحادات الشبابية والرياضية أن الوجع الرياضي في تعز وفي غيرها من المحافظات سيستمر ، وأن الأمل في تحسين الصورة العامة للرياضة اليمنية في مختلف ألعابها ومسمياتها عربياً وعالمياً مفقود بكل ماتعنيه الكلمة من معنى.. خرجت من تلك الأمسية وقد غزاني الإحباط ليس بسبب افتقادي للأمل في أن يكون للرياضة اليمنية شأن يذكر ، أو يحسب لألعابها المختلفة ولاعبيها ألف حساب وحساب، وإنما لكون الشكاوى المتعددة التي سمعتها وغيري ستكون هي المبرر الوحيد والأوحد والشماعة التي يعلقون عليها إخفاقاتهم في قادم المشاركات كما هي في سابقاتها. قد أتفق مع بعض الطروحات حول أسباب الضعف وتدني المستوى الرياضي والتي حصرها المتحدثون بضعف الإمكانات المادية والفنية وغياب الاهتمام أو تفاوته بين لعبة وأخرى.. ولكن لايعد ذلك مبرراً لعدم بروز لعبة أو أكثر ترفع اسم اليمن عالياً بين الأوساط الرياضية العربية والدولية عموماً.. ومع تقديري الكبير للتجاوب الذي أبداه الأستاذ حمود خالد الصوفي - محافظ المحافظة - مع مختلف الشكاوى المطروحة وإعلان دعمه المستمر واللامتناهي للرياضة في تعز.. وسعيه لإنجاز المدينة الرياضية المتكاملة المزمع إنشاؤها في المحافظة في قادم الأيام.. والعمل على تذليل كل الصعوبات التي تواجه الحراك الرياضي والشبابي في المحافظة بما يسهم في تنمية الروح الرياضية الشبابية وينمي قدراتها الإبداعية ويعزز من عملية التنافس الخلاق في مختلف الألعاب ليس على المستوى الوطني وحسب بل وعلى المستويين العربي والدولي.. ومع تقديري أيضاً للروح الرياضية التي تسكن عقل وقلب الأستاذ حمود خالد الصوفي إلا أنني لازلت مصراً على أن سبب التخلف الرياضي الذي تعانيه أندية تعز والرياضة اليمنية عموماً لايعود إلى ضعف الإمكانات وغيابها بشكل أساس ورئيس وإنما يعود إلى التعامل السيء من قبل بعض رؤساء الاتحادات الشبابية والرياضية مع لاعبيهم وعدم الإسهام في ترقية إبداعاتهم وتنميتها.. كثير من المشاكل والهموم الرياضية برزت بسبب مسئولي الاتحادات من جانب والأندية من جانب آخر.. الذين أسهموا بشكل كبير في خلق حالة اليأس والإحباط في نفوس الكثيرين من اللاعبين وتسببوا أيضاً في تخلف الرياضة اليمنية عموماً، وابتعاد الشباب عن ممارسة هواياتهم الرياضية المفضلة. ضعف الإمكانات بالإمكان تجاوزها من خلال الحث على المزيد من بذل الجهود ومضاعفة التدريبات الرياضية.. وتجاوز مختلف الإحباطات.. وللتأكيد على ذلك بإمكاننا الرجوع لتصفح بعض أوراق الصحافة الرياضية اليمنية، وسنجد فيها أسماء لمع بريقها الرياضي في عدد من الألعاب بجهود ذاتية وبعيداً عن مسؤولي الاتحادات المليئين بالشكاوى والهموم وبضعف الإمكانات.. وختاماً ومن باب المسؤولية ينبغي التأكيد هنا على ضرورة أن يولي مسؤولو وقيادات السلطة المحلية بالمحافظات والاهتمام الأكبر بالشأن الشبابي والرياضي حتى يتم تجاوز الكثير من المعوقات التي تواجه الحركة الرياضية اليمنية وتنتفي بذلك الشكوى من ضعف الإمكانات التي يبدو أنها ستظل لصيقة بنتائجنا الرياضية في المشاركات الخارجية وشماعة نعلق عليها هذا التخلف المستمر الذي نعيشه رياضياً!! وباقة شكر وتقدير أسجلها لكل الرياضيين اليمنيين الذين استطاعوا بقدراتهم وبحماسهم الذاتي تسجيل نتائج طيبة في عديد مشاركات خارجية ونراهم اليوم والحماس لايزال يسكنهم وفي الوقت نفسه يحدوها الأمل في مواصلة مسيرة النجاحات التي بدأوها بالجهود والدعم الذاتيين.