التقييم الذي خرج به الزميل الأستاذ راسل عمر القرشي في عمود«جازع طريق» ليوم الأحد الفائت عن« الشأن الرياضي.. وتستمر الهموم والشكوى» حسب وصفه، لامس الوجع، وأبان موقع الألم، وأصاب في تحديد الداء الذي تعاني أعراضه الرياضة الحالمية خصوصاً، والألعاب الرياضية في بلادنا عامة.. وأتفق كثيراً مع التشخيص الذي عزاه- القرشي- إلى ضعف الرؤية، وقلة إمكانات الكوادر الإدارية المسئولة عن تسيير النشاطات، ورعاية المبدعين، وليس إلى ضعف الإمكانات المادية، التي يتخذها العاجزون من رؤساء الاتحادات شماعة ومبررات لإساءتهم تنفيذ مهامهم، فأسهموا في تخلف الرياضة اليمنية عموماً، جراء تعاملهم السيىء مع المسئولية الملقاة عليهم.. لقد تلقف المحافظ خالد حمود الصوفي- الهموم التي سردها ممثلو أندية تعز، واستمع إلى الآراء والأطروحات والشكاوى التي حصرت التراجع للرياضة في الحالمة في زاوية شحة الإمكانات المادية والفنية، فأعلن دعم قيادة المحافظة والمجلس المحلي- المستمر، ووقوفه شخصياً مع الهم الرياضي للشباب، وأكد حرصه على العمل على تذليل كل الصعوبات التي تواجه الحراك الرياضي والشبابي، وسعيه الحثيث لإنجاز المدينة الرياضية المتكاملة بتعز.. وهذا الدعم من المحافظ الصوفي سيكون له مردود إيجابي على رياضة تعز، إن وجد المسئول الرياضي النزيه، والإداري الكفوء.. فمعظم المراقبين والراصدين الحركة الرياضية في تعز وسائر محافظات الجمهورية يتفقون أن شبابنا ورياضيينا يمتلكون القدرات والمواهب، والروح المبدعة، لكنهم ضحايا الإهمال والارتجال من الإداريين والمسئولين عنهم، وأن العلاج الناجع لا يقتصر على تسريح كوادر فاشلة، ووضع بدائل عنها فقط، بل دعمها وتذليل الصعوبات، وإزاحة المعوقات عن طريقهم، لينجحوا في الرقي والنهوض بالكرة اليمنية. العقلية التي تدار بها الحركة الرياضية، والأساليب والوسائل المستخدمة في تنفيذ أجندات القطاع الرياضي، لاتزال محنَّطة في قوالب عتيقة، ولا قدرة لديها في التعاطي مع الطموحات والمتغيرات الإيجابية في الجوانب الحيوية وبقية المناشط الأخرى المتعلقة بالحراك العام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي، ولهذا فإن التطور الذي تحقق بنسب معينة في القطاعات الآنفة، قد غاب في قطاع الرياضة.. ما يعني أن المطلوب هو تطوير الذهنية أو أن تكون الكوادر البديلة مؤهلة ومتخصصة، وذات خبرة عالية، وليست ذات أعمار عالية.. فالإدارة فن كما هي الرياضة فن، وإذا اجتمع لدى الكادر الفن الإداري والفن الرياضي، فالذي يرتجى منها هو تحسن الحال الرياضي، وغياب الهموم، وحضور الهمم، وبالتأكيد فإن المبدعين الرياضيين سيلقون الرعاية والاهتمام الكافي، سواء أكانوا في الأندية أم الاتحادات الرياضية، وستبرز الرياضة اليمنية إلى المشهد العربي والخليجي كحدٍ أدنى، وهو أساس جيد لتسجيل حضورها في المحافل العالمية والله المعين.