اليمن لم يكن يوماً ما.. لا في الماضي، ولا في الحاضر، لم يكن موطناً للإرهاب ، أي إرهاب كان.. فكيف به اليوم، ومن الذين ينتسبون إليه، للأسف، يقودون أعمالاً لاترضي الله ورسوله ولا المؤمنين، لإقلاق الأمن والأمان، واستخدام أبشع أنواع المتفجرات التي تحصد أرواح الناس، أكانوا يمنيين أم أصدقاء أجانب، وماذنب الأجنبي هذا، لكي تهدر دمه، وهو مقيم لدينا، بل ضيف وللضيف مقامه من ضيافة وكرم وأمن وحماية.. ألم يكن سيدنا محمد سيد الخلق(صلى الله عليه وسلم) يؤمّن كل المقيمين بمكة وشرع لهم دستوراً يحفظهم وأعراضهم وأموالهم..الخ؟! إننا في موقف أليم، وفي حيرة من أمر هؤلاء الذين لايحسبون لدماء الناس حساباً ولايقيمون لشعائر ربهم أي قائمة، ففي الوقت الذي يحتفي المسلمون بذكرى غالية وعزيزة، هي«غزوة بدر» الكبرى، يقوم هؤلاء بتعكير صفو الذكرى وتحويلها إلى ذكرى أليمة ذهب ضحيتها أبناء لنا وإخوة وأصدقاء لاناقة لهم في الموضوع ولاجمل.. اللهم أنهم يؤخذون بجريرة مايعتقد هؤلاء أنهم إنما يمالون الأميركي- بوش- الرئيس الذي لايحبه أحد بالطبع، لكن ماذنب الأبرياء، أكانوا موظفين في سفارة أو حراساً أو مارة من المواطنين، أليس ذلك من حرمات الله في هذا الشهر الكريم، شهر التوبة والغفران والرحمة، شهر نزول القرآن، دستورنا الرباني الذي عليه وبأساس بيانه نسير حتى آخر يوم في هذه الدنيا؟! الحقيقة أن أعمالاً كهذه.. مهما تكن دوافعها ومبرراتها، فإنها ممقوتة ومدانة ولايقرها«المجنون» قبل العاقل، ولو كان لدى هولاء المغلوبين على أمرهم شيء من عزة وكرامة وتدين حقيقي لما أقدموا على فعلتهم في شهر من أقدس أشهر الله سبحانه وفي أرض شهد لها الرسول الكريم بالحكمة والإيمان.. فما بالنا أن تظهر المأساة في شكل مشهد تراجيدي مؤلم.. جثث محترقة.. أيدٍ مبتورة، رؤوس ولحوم في شوالات لغرض دفنها بعد الحادث الشنيع.. أهكذا يكون الإسلام ياهؤلاء.. أهكذا تصمون دينكم بما يريح عدوكم ويجعله يعمم حقده علينا نحن العرب المسلمين جيلاً بعد جيل.؟! ألستم شر البلاء الذين نرجو أن يزول بإذن الله تعالى وعن قريب؟! وفي حالات كهذه لايملك المرء إلا أن يشجب ويدين أعمالاً كهذه، وهو أضعف الإيمان.. لكن المطلوب صحوة دينية وأمنية، والضرب بقوة وصرامة ضد كل من يتاجر أو يسمح بتجارة السلاح.. وإن على الدولة أن تجتث أماكن وتجار السلاح، وأن تحمي المنافذ بما يعزز الأمن والأمان وبما لايترك مجالاً لبيع حتى «طماشة» واحدة، تؤجج لنار مستعرة وحرب تنعكس علينا شئنا أم أبينا! نحن نبتهل إلى الله أن يتغمد الشهداء وأن يمن بالشفاء على المصابين والجرحى وأن يقتلع جذور الشر وإلى الأبد.. وماذلك على الله بعسير.