ودعنا رمضان بكل مافيه من بركة وإيمان وروحانية وتعلمنا من الصوم الصبر والتكافل وكبح النفس الأمارة بالسوء وماأروع أن يتوج هذا الموسم الروحاني بعيد كله فرحة وتواصل وصلة أرحام ولا أود أن أكدر عليكم هذه الأجواء الإيجابية بالموضوع الذي أود الكتابة عنه والذي فيه من الألم والمرارة مافيه ولكننا تعودنا على صدوركم الرحبة وقلوبكم المفتوحة لكل هموم الناس وشكواهم، فصحيفة «الجمهورية» ليست صحيفة رسمية فحسب بل منبر إعلامي لكل اليمنيين على مختلف توجهاتهم السياسية وهمومهم الحياتية وهذا نتاج للمناخ الديمقراطي الذي تفخر به بلادنا والذي أنتم في «الجمهورية» كنتم ولازلتم من الداعين له والمدافعين عنه. ورغم تميز صحيفتكم الغراء إلا أن لي عتباً بسيطاً ففي أحد الأعداد في شهر شعبان قرأت في أحد الأعمدة في «الجمهورية» أن محافظ تعز طلب من مؤسسة المياه بتعز توفير الماء للمواطنين خلال الشهر الكريم ولأني أعرف أن المحافظ الصوفي رجل أفعال لا أقوال فقد صدّقت الخبر وأذعته في الحارة كدليل على التغيير الايجابي الذي تشهده المحافظة، وبسذاجة المواطن البسيط طمأنت الجيران أن لاقلق من تأخر مشروع الماء الذي زارنا في العشرين من شعبان أو قبل ذلك لأن رمضان كريم والمحافظ كريم وللأسف غاب عني أن مؤسسة المياه بتعز لا هم لها إلا تكدير المواطنين وإقلاق راحتهم وإذاقتهم المر وظننت وقد خاب ظني أن القائمين على المؤسسة قد قرروا أخيراً أن يسيروا مع ركب التنمية والتطوير الذي تشهده معظم القطاعات. وبغرور وثقة الطاووس بنفسه طلبت من أهل البيت أن يتخلوا عن الحرص المعهود على الماء ويتنعموا بمافي الخزانات من الماء قبل أن يهل علينا الماء مع هلال رمضان ومر اليوم الأول والثاني والثالث من رمضان وبدأ الجيران يسألونني: هيه كيف قلت الماء سيتوفر يومياً؟ فقلت لهم:« اسبوعياً، أنا قلت أسبوعياً بس أنتم ماسمعتونيش سواء» ومر الأسبوع الأول والثاني والثالث ووجدت نفسي في ورطة فقد زاد معدل استهلاك الماء بالبيت عملاً بنصيحتي المشئومة واضطررت أن أدفع ثمن «الوايتات» الماء دون أي تذمر وأما الجيران الطيبون فقد صبوا جام غضبهم وحسرتهم على العبد المسكين وكأني المسئول الأول والوحيد عن محنتهم ونسوا أني مثلهم لا حول لي ولا قوة على مؤسسة تبدو محصنة ضد التحسين الذاتي وضد المساءلة المشروعة ولأن الماء ماؤهم والأرض أرضهم والسماء سماؤهم وصار القائمون على توزيع الماء بين الحارات يتحكمون في أسعار البيوت والإيجارات في المدينة فالحارة المنعوم عليها بالماء غالية لغلاء الماء المتوفر فيها والحارة المغضوب عليها لا يسكن فيها إلا المغلوبون على أمرهم. المهم سامح الله «الجمهورية» على هذا الموقف المحرج ولاسامح الله مؤسسة المياه التي جعلتني أغني مع الاعتذار لعبدالله الرويشد: «صائم بلا ماء وحداني لا الماء جاني ولا من أعشقه جاني ماباليد حيلة غير وايت ماء يروي العطشان كلية الآداب جامعة تعز