تربط بلادنا بالمملكة العربية السعودية علاقات أخوية حميمة منذ حقب زمنية قديمة، حيث شكلت هذه العلاقات أنموذجاً يحتذى به بين العلاقات العربية - العربية من حيث الاندماج الشامل والشراكة الفاعلة في مختلف أوجه التعاون . حيث يحسب للأشقاء في السعودية فتحهم المجال أمام العمالة اليمنية للمشاركة في رسم ملامح البناء والنهضة والتطور العمراني والذي خطت فيه المملكة خطوات متقدمة في ظل منح هذه العمالة التسهيلات اللازمة والتي لاتقل عن العمالة السعودية خصوصاً بعد أن أثبت العمال اليمنيون المغتربون في الشقيقة السعودية خصوصاً وفي بقية بلدان المهجر والاغتراب بأنهم عند حسن الثقة المنوطة بهم بالتزامهم بالأنظمة والقوانين وحرصهم على تأدية الأعمال المسندة إليهم على أكمل وجه دون أية تجاوزات.. وتطالعنا الاحصائيات الصادرة عن الأجهزة الأمنية في المملكة العربية السعودية بنُدرة عدد القضايا الجنائية المسجلة بأسماء يمنيين دلالة على مستوى الانضباط والالتزام الذي يجسده أبناء اليمن من الطيور المهاجرة وحجم اندماجهم في أوساط المجتمع السعودي وإسهامهم في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في عموم أرجاء المملكة من خلال التزامهم بالنظام والقانون .. ولعل العلاقات اليمنية السعودية شهدت نقلة نوعية عقب توقيع القيادتين السياسيتين في البلدين الشقيقين على معاهدة جدة التاريخية التي أنهت وبصورة نهائية الاشكاليات التي كانت عالقة بسبب الحدود بين البلدين، حيث أغلقت هذه المعاهدة ملف النزاع الحدودي وبها تم ترسيم الحدود ودياً على قاعدة لا ضرر ولا ضرار، ومعها ارتفع حجم التبادل التجاري والاقتصادي بينهما وتم إغلاق كافة الأبواب التي كان يستغلها بعض ضعفاء النفوس في تعكير صفو العلاقات الأخوية الحميمة التي تربط القيادة والشعب السعودي بإخوانهم في القيادة والشعب اليمني، وعلى الرغم من كل ذلك إلاَّ أن متانة العلاقة المتجذرة بين البلدين كانت أكثر صموداً وثباتاً وأخذت تتنامى وتتجذر إلى أن وصلت إلى أعلى مستوياتها في ظل دعم ورعاية الرئيس القائد علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وحرصهما على تمتين أواصر العلاقات الثنائية الأخوية بين اليمن والمملكة . ورغم كل ذلك ماتزال هناك بعض الصحف الصفراء والأقلام الصحفية الخبيثة التي تحاول بين الحين والآخر نشر سمومها الخبيثة للإساءة إلى العلاقات السعودية اليمنية من خلال الكتابات الصحفية غير الملتزمة، المجافية للحقيقة والواقع القائمة على الافتراءات والأكاذيب والأحقاد تنفيذاً لمخططات خبيثة تروم تعكير صفو هذه العلاقة، مستغلين مساحات الحرية الواسعة التي تنهجها بلادنا ضمن المرتكزات الأساسية للعملية الديمقراطية والتي كفلت حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير، فاستغلوها استغلالاً خاطئاً، حيث جعلوا من أقلامهم خناجر تطعن في ظهر الوطن من خلال الإضرار والإساءة إلى العلاقات التي تربطه مع الشقيقة السعودية وجعلوا من صحفهم أوكاراً للنميمة والنفاق السياسي والتآمر والعمالة ضد الوطن ومصالحه العليا، وهو ما يعد مخالفة صريحة لقانون الصحافة النافذ والذي يحظر الإساءة إلى الدول والزعماء والإضرار بالوطن واقتصاده وعلاقاته مع كافة بلدان العالم ] وممن غير المنطقي أن يلجأ بعض زملاء المهنة إلى الارتزاق واللهث وراء الثروة والشهرة من باب الابتزاز والإساءة للآخرين رغم معرفتهم وإدراكهم جيداً أن ذلك يُعد انتهاكاً ومخالفة صريحة للقانون وهو ما قد يعرضهم للمساءلة القانونية والتي على مايبدو أن البعض يحاول جاهداً الوصول إليها من أجل الشهرة عبر استجلاب تعاطف وتضامن المنظمات المعنية والمهتمة بالصحافة والحقوق والحريات والتي تمارس عملها دون أدنى التزام بالأنظمة والقوانين وقيامها بأدوار تحريضية تمثل الغطاء والسند الذي يحاول البعض الاستناد عليه في إسفافاتهم الصحفية التي تهدم ولاتبني وتضر ولاتنفع، لهثاً وراء الشهرة المقيتة والمصالح النفعية الضيقة. . وهنا لابد أن يراجع الزملاء الذين ينهجون هذا السلوك غير السوي مواقفهم غير المسئولة ويكفوا أيديهم وأقلامهم الخبيثة عن الإضرار بالعلاقات اليمنية السعودية، باعتبار ذلك إساءة فاضحة للصحافة الوطنية الحرة النزيهة ولرسالة الصحافة السامية التي جعلت منها سلطة رابعة،وعليهم العودة إلى منطق العقل والحكمة والصواب لتفادي اتخاذ الإجراءات العقابية التي نص عليها القانون والتباكي والاستهجان الذي يلجأون إليه عقب تطبيق الإجراءات القانونية حيالهم تحت ذريعة تقييد الحريات وتكميم الأفواه وهي ذرائع واهية وحجج باطلة، كون حرية الصحافة والرأي والتعبير هي في مضمونها حرية مسئولة ملتزمة تستقي جوهرها من لب القانون والنظام واللوائح المنظمة للعمل الصحفي دونما تجاوز أو اختراق لها. . وفي المقابل لابد أن يُدرك الأشقاء في السعودية أن مثل هذه الأصوات النشاز والأقلام المأجورة والصحف المرتهنة للعمالة والارتزاق والإضرار بالمصلحة العليا والعلاقات الحميمة بين اليمن والمملكة في محط إدانة واستنكار واستهجان أبناء الشعب اليمني الذين يمقتونها وأصحابها، ومثل هذه الكتابات والتناولات المشحونة بالسفه والحماقة والسخف والهراء لن تؤثر في علاقات اليمن والمملكة لأنها أقوى وأشد متانة من أن تنالها مثل هذه الخزعبلات والترهات المريضة وستمضي بعيداً في التنامي نحو الأفضل ولسان حالها يقول «القافلة تسير والكلاب تنبح ».