والفضول في اللغة هو الزيادة.. وفي هذا السياق هو التدخل فيما لا يعني الإنسان، فما معنى أن يسألك سائل: كيف حالك لتذكر له قرصنة الاسرائيليين عن طريق صوماليين من الباطن للسفن في عرض البحر. وماذا يعني أن يسأل الأب ابنه عن تحصيله العلمي إذا ذكر الوالد ذلك فيجيبه الابن عن مسيرة مفصلةٍ لأبطال الناشئين، ونجمه المفضل، وماذا يعني أن يحلف لك صاحب القات يميناً غليظاً إن سألته عن الصدق في الثمن؟!!. ثم إن من الخلق الكريم أن لا تتدخل فيما يحدث بين أفراد الأسرة من شئون وشجون، لأن هذا لا يعنيك، وإنما يعنيك إذا كنت عازماً على إصلاح الشأن، أما في سبيل إشباع شهوتك الشيطانية في القيل والقال، تحقيقاً لشماتة سخيفة ونفس مريضة، فمن الخطأ ذلك!!. والسؤال: لماذا يحشر الناس أنوفهم فيما لا يعنيهم حتى لا تكاد توجد أسرار شخصية، ثم لماذا يفعل المعنيون ذلك أيضاً، فالأسرة تحب وربما من باب الشعور بالاغتراب النفسي أن تذيع كل الأسرار بما في ذلك الشخصية. ومن العجب أن سمعت شكوى مخالفة من امرأة لزوجها الذي يحكي عنها كل شيء، وعلى الأخ القاضي أن يتحرى، فإذا كان كلامها صحيحاً، وكانت هذه عادة عند هذا الزوج الأهبل فإنني أرى أنه لا ضرر ولا ضرار، فيقع الخلع إزالة للضرر، وعلى هذا الرجل أن يعيش مجنوناً وحده ولا يؤذي بنات الناس. وسمعت أن هناك برامج تعنى بالتربية الأسرية، وصحفاً تدّعي ذلك، ولم أقرأ وأسمع موضوعات تناقش هذه الموضوعات وتقدم النصح للقراء والأميين الذي سيقول لهم القراء إن وجدوا وقتاً هذا الحديث. احترام الخصوصيات باستثناء الشأن السياسي وما يهم المجتمع أمر ينبغي أن تتصدى له وسائل الإعلام؛ لأن الثرثرة فيما لا يعني شيء مزعج تأباه الفطرة السليمة.