جاء بزوغ فجر ال 03 من نوفمبر من العام 76م يوم الاستقلال الوطني للجزء الجنوبي من اليمن العزيز وخروج المستعمر البريطاني البغيض الذي جثم على بلادنا ردحاً طويلاً قارب قرناً وثلاثة عقود من الزمن، جاء بفضل نضال وكفاح وتضحيات عظيمة قدمها أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه. هذا الشعب الذي انتفض بشجاعة وبسالة للقضاء على الحكم الإمامي المتخلف البائد وأشعل مصابيح ثورة 62 سبتمبر ليعلن النظام الجمهوري وينهي نظام الأسرة الحاكمة الطاغية حميد الدين في العام 26م، وامتد عزمه ونضاله ليطال الاحتلال البريطاني الذي يدنس جزءاً عزيزاً من الوطن، ومن ردفان انطلقت شرارة النضال والمواجهة والقتال مع جيش الاحتلال في معارك غير متكافئة، لكن عزيمة مناضلي جيش التحرير بقيادة الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة كبدت قوات الاحتلال خسائر لم تكن في الحسبان، ومن قمم جبال ردفان الأبية تفجرت ثورة 41أكتوبر المجيدة ليستمر الكفاح والتضحيات أربعة أعوام حتى شعر الإنجليز باليأس ومن ثم التفاوض مع قيادة الجبهة القومية وفي يوم 03 نوفمبر 76م خرج آخر جندي بريطاني من جنوباليمن وأعلن يوم الاستقلال الوطني في ذلك اليوم العظيم. نحتفل اليوم بالذكرى ال «14» لعيد الاستقلال المجيد وشعبنا يعيش ذروة الإنجازات والتحولات الوطنية العملاقة في حياته بعد استعادة وحدته الحلم الذي تحقق للوطن وأبنائه ويعيش أيضاً أجواء ديمقراطية رائعة. وبقيادة أحد فرسان الثورة العظماء الرئيس علي عبدالله صالح تقف اليمن اليوم على أعتاب مرحلة غير مسبوقة من التطور والبناء والنماء. ومن هذا المبدأ تكون الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر و03 نوفمبر قد عانقت النجاح في الوصول إلى تحقيق أغلى أهدافها، واستطاعت أن تحدث تغييراً جذرياً انتقلت به الحياة اليمنية إلى آفاق جديدة بعد أن ظلت ردحاً من الزمان تعيش ظروف التخلف والتمزق تحت وطأة الحكم الإمامي المستبد والاستعمار البريطاني البغيض.. فقد استطاع الرئيس علي عبدالله صالح أن يقود مسيرة الوطن بالحكمة والاقتدار المعروف عنه مما مكنه من أن يحقق لليمن المكانة اللائقة بين شعوب المعمورة، ولم يعد معه دور اليمن يقتصر على الصعيد المحلي بل أصبح فاعلاً ومتفاعلاً مع مجمل قضايا وهموم الأمة والأسرة الدولية.