عفواً.. بعض الأحذية تذكي العقول وكأنها تحرز الأفضلية.. وتثير الأطماع حتى وهي محض قطعة جلد. ليس في الأمر مبالغة.. لكن الحذاء الشهير للصحفي العراقي منتظر الزيدي صار أشهر من حذاء مارادونا.. بيليه.. زيدان.. وأحذية لاعبي برشلونة وريال مدريد مجتمعين. عشرات الملايين تخطب وده.. تريد أن تضعه في متحف.. ولم يكن هذا الحذاء يكتسب أهميته لولا المكان والزمان والهدف ثم وهو الأهم اليد والقلب.. افتحوا القنوات الفضائية استمعوا مايقال في المنتديات والمقايل والشوارع بكل اللغات واللهجات.. لا لشيء وإنما لأن في المشاهد المثيرة استبياناً على شعبية «بوش» الذي تسبب في سقوط الجمهوري جون ماكين لأسباب كان يكفي منها أنه امتداد لسلف سيء السمعة. وغريبه.. الأمريكيون قللوا من شأن ماحدث.. لكن علينا تذكيرهم أن الكلمة أو الموقف يكتسبان أهميتهما ممن سجلهما، وفي هذه القضية لا بأس من مذاكرة الثقافة العربية والتقرب من مزاج الذين يرون الحذاء عقاباً معنوياً تتراجع أمامه القذائف النارية خجلاً. على أن ثمة شيئاً يحيرني كيف لصحفي عراقي أن يسارع إلى مهاجمة زميله منتظر الزيدي قبل رجال الأمن.. كيف يغطي بوش وكوندليزارايس على الأهمية فيتلقى منتظر الزيدي صنوف التعذيب وسط استفهاميات ماذا يواجه في سجنه ومتى يعود إلى أهله ؟!