سوف يمثل منتظر الزيدي الصحفي العراقي الذي يعمل مراسلاً في قناة البغدادية العراقية - أو لعله قد مثل حتى كتابة هذا المقال - أمام محكمة عراقية وقضاة عراقيين بتهمة الإعتداء على رئيس أكبر وأقوى وأعظم دولة في العالم المعاصر - رئيس الدولة المتكبرة والمتغطرسة - رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية. التهمة كما نقلتها الأقمار الاصطناعية وبثتها الكثير من محطات التلفزة العربية والعالمية هي «رمي زوجي حذاء على وجه الرئيس بوش». هو «أي منتظر» نفّس عن حقده الدفين وحاول الانتصار للآلاف من الضحايا العراقيين الذين سقطوا بفعل الصلف الأمريكي والغطرسة الامريكية وغرور القوة. بلاشك ستسأله المحكمة بعد أن سأله المحققون وهم يوسعونه ضرباً ويدمون أنفه وفمه لماذا فعلت ذلك ؟؟ سوف يجيب : لست أنا من فعل ذلك لكنها أرواح الضحايا ودماء الأبرياء ودموع الثكالى والأمهات كانت تستصرخني بعد أن رضعت لبن الحقد والكراهية كي أنتقم لها !؟ ولو كنت وجدت غير فردتي حذائي لفعلت.. !! وبرغم اعجابي وتفهمي لمافعله منتظر - فإنني استطيع أن أبوح أيضاً بالقول أن ماحدث في الرابع عشر من ديسمبر الجاري في قاعة المؤتمرات ببغداد لايدل سوى على عظمة امريكا وقوتها وقوة رئيسها على أية حال. فقد واصل الرئيس المهان.. واصل الرئيس بوش جولته إلى افغانستان. المحطة التالية ومسرح جرائم أمريكا وصلفها أيضاً ليعقد مؤتمراً صحفياً حول الأوضاع والتطورات الراهنة هناك.. وكأن شيئاً لم يحدث. يالها من رباطة جأش.. ويالها من قوة وثقة في النفس !؟ لم يخرج الشعب الأمريكي في مسيرات ومظاهرات للتنديد بماحدث لرئيسهم الديمقراطي المنتخب «الرئيس الجمهوري المنتخب».. !! لم يخرج أحد في ولايته أو على الأقل في بلدته الصغيرة تضامناً مع الرئيس أو محاولة التعبير فقط للانتصار لزعيمهم المعتدى عليه.. وكأن الرئيس تعثر وهو يمشي أو كأنه أغمي عليه من فرط التعب والإعياء.. !! فقط بقي منتظر رمزاً للإباء والتمرد.. وصوتاً عالياً قوياً في التعبير عن ذلك الحق المنهوب والإرادة المنتهكة. حذاء منتظر أثبت بالفعل فشل سياسة واشنطن.. أو بالاصح فشل سياسة بوش وزمرته من اليمين المحافظ في التعاطي مع قضايا الشعوب ومشكلات العالم العربي المنهوب.. حقيقة أتعاطف مع الرئيس بوش كونه رئيس أعظم وأقوى دولة في العالم وهو يقف عارياً وحيداً بلا جنود مدججين بالاسلحة وبلا أمن - وبلا مخابرات.. صامتاً لم ينبس ببنت شفة في مواجهة «إجرام» حذاء منتظر وهو الطاغية الذي أشعل أرض العراق وسماءها بأحدث ماأنتجته عقول أمريكا ومصانعها من اسلحة الدمار الشامل والتي ظلت تهمة العراق وكذبة أمريكا التاريخية وتداعياتها الخطيرة في اقتلاع نظام عربي مستقر وقتل وتشريد الآلاف من العراقيين. منتظر الزيدي.. واحد من آلاف العراقيين الذين أخطأتهم الحملة الامريكية في اصطياد العقول والقلوب لأجل التعايش مع منطق أمريكا في غزو وتدجين الشعوب وتسويق مفاهيم الديمقراطية الزائفة. هاهي أمريكا من فرط عشقها للحرية.. فإنها تعشق حرية اطلاق الرصاص على نفسها كل يوم.. ليست الرصاصات فحسب بل والأحذية أيضاً. كان منتظر يقاوم.. كان يقاتل عندما رشق وجه بوش بنعليه !؟ تذكروا هذا الاسم جيداً.. منتظر الزيدي.