الغاز، غاز الطبخ، صار مادة مهمة جداً، ليس للمنازل فحسب بل للسيارات التي حول بعض ملاكها حركة سياراتهم بالغاز، بدلاً عن البترول لغرض توفير النقود أو الفلوس لأننا نعلم أن الغاز إنما وجد في بلادنا للخدمة المنزلية أساساً، ثم فكر المفكرون العتاولة في استغلال هذه المادة. والغاز بعد أن غزا المدن كافة انتقل إلى الأرياف، وضاع الحطب الذي كان به يتم الطبخ والانضاج السليم، وتركت الأشجار وهجرت الجبال وصارت القرى مدناً.. والمدينة «أم البلاوي». وللغاز في بلادنا حكاية وحكاوى ظريفة لعل أهمها «القْرع» على الاسطوانة لتنبيه الناس إلى أن «أبوالغاز» قادم، ومن له حاجة يشير إليه أو يناديه ليحضر له دبة غاز.. أما أسعارها فحسب الشطارة فمن «008ريال إلى ألف ريال» تكون قيمة الدبة وياليتها سليمة أو شكلها نظيف.. وأغلب الاسطوانات «صيني» كما يقول الناس، وتسرب الغاز مايعني الخطر ونشوب الحرائق والكوارث وهذه قضية ينبغي عدم السكوت عنها. وعندما نقول «الشطار أو الشطارة» بالنسبة للبائعين فإنما نقصد الحرافة والحكوال أو «الحنجال» بلهجة أهل عدن.. لأن الشطارة في قاموس الأدب العربي تعني اللصوصية والتحايل.. ومن الخطأ أن نقول للطفل أو التلميذ «ياشاطر» لأننا نكرس في ذهنه وسلوكه هكذا كلام يصبح ذماً له ويمارسه في سلوكه اللاحق.. والنصيحة التوخي والدقة في الألفاظ. وأصحاب الغاز أو «البيبي غاز» يقربعون ليل نهار في عزف منفرد على الهواء ولكل واحد عزفه «طرقة وضربة على الاسطوانة» إما بالبانة أو بسيخ حديدي أوأي وسيلة أخرى.. وقد صارت حياتنا اشبه بقرية جوار سكك القطارات بل وأفظع، فالطرق «الخبط» المستمر يزعج ويجلب الجنان وهي ضوضاء وتلويث بيئي يحاسب عليها القانون ويجرم مرتكبيها.. فهل من وسيلة أخرى غير هذه الضربات المزعجة التي تؤدي إلى مشاكل لا حصر لها، وقد يكون نهاية بعضها القتل أو الموت؟! أيها السادة المقربعون.. أيها الاخوة في شركة الغاز، يا أهل البيئة والبلدية ومن شابههم.. امنعوا هذه القربعات وفكروا في «زماطة» أو «هاون هورن» أبو بطارية يعلق في كل جاري «عربية» لبيع الغاز.. أليس ذلك أجدى وأفضل واسلم للجميع؟! أما الشطارة والشطار.. فعليهم تجنب هذه الأفعال.. وليتنا نتعظ من سيرة العقال ونتجاوز سلوك الأطفال حتى لا نصل إلى المرض العضال.. والبداية مطلوبة فوراً لإصلاح الحال!