لم يعد الهلال المعلم الوحيد الذي يبشر بحلول شهر رمضان في بلادنا، بل صار تسبقه بأيام حدوث أزمة انعدام مادة الغاز وهي ماتؤكد قدوم هذا الشهر الفضيل. حيث تشهد جميع محافظات الجمهورية أزمة غاز خانقة تضربها يومياً.. وأصبح المواطنون يجوبون الشوارع وهم محملون على أكتافهم اسطوانات الغاز بحثاً عن غاز! الأزمة المتكررة خلقت سوقاً سوداء من بعض ضعفاء النفوس الذين رفعوا سعر الاسطوانة حتى وصلت إلى 1200 و1700 ريال. حول هذه القضية استطلعنا آراء البعض.. الخميس الماضي بلغت أزمة انعدام الغاز ذروتها في محافظة تعز فقد اصطف جموع المواطنين طوابير طوابير أمام بعض محلات بيع الغاز تحسباً للحصول على اسطوانة لمواجهة الطبخ خلال شهر رمضان الكريم.. عدد من المواطنين أشاروا إلى أن توفير مادة الغاز خلال الشهر الكريم واجبة ضرورية عن بقية الخدمات الأخرى كالكهرباء فقالوا إذا حل رمضان ومازال انقطاع الكهرباء مستمراً لايوجد ضرر فمن الممكن أن نقضي ثلاث ساعات إما باشعال الشموع أو الفوانيس أما أن يحل رمضان دون وجود الغاز فهذه هي الكارثة. توفير محدد الأخ فهد حسن من جانبه قال: لدي اسطوانة في المنزل وعندما فرغت قبل عشرة أيام تركتها في وكالة الغاز وطلب مني صاحب الوكالة أن أعود بعد أربعة أيام حتى آخذها معبأة وإذا تأخرت عن الساعة المعلومة لن أجد الاسطوانة وعلى الفور هرولت بعد انقضاء الأربعة الأيام حتى أستطيع أن اتحصل على الغاز وحالياً سوف تفرغ الاسطوانة ولن أجد الغاز إلا بعد شق الأنفس.. طابور طويل طلال عبدالعالم من التربة قال من جانبه انتظرت أسبوعاً كاملاً حتى تفتح وكالة الغاز أبوابها وعندما حضرت وجدت طابوراً طويلاً وأنتظر من الصباح حتى العصر وفي الأخير انتهت الكمية وعدت إلى المنزل من دون غاز. مخصصات تذهب إلى مناطق أخرى محمد السلامي بتعز قال بقينا عشرة أيام ننتظر ونبحث عن الغاز ولم نتحصل على أي دبة وكلما توفر الغاز في الوكالة انتهت الكمية لعدة أشخاص فقط وفي الأخير تفاجأنا أن صاحب الوكالة يبيع الاسطوانات في منطقة أخرى بسعر مرتفع وقد تم ضبطه. مالكو المطاعم والبوفيات ازدادت مخاوفهم من أزمة الغاز حيث قالوا قد يتوقف العمل في محلاتنا إذا لم نتحصل على مادة الغاز مشيرين إلى أنهم يشترون الاسطوانة بأي مبلغ من أجل توفيره. بيع للمواطنين في منطقة صالة وقفت منذ ثلاثة أيام شاحنة كبيرة على متنها 140 اسطوانة غاز بيعت دون أن تدخل إلى مخازن الوكيل بسعر 700 ريال للاسطوانة الواحدة وبإشراف مندوب من مديرية صالة حتى لايتم تسريب كمية منها إلى السوق السوداء. مخزون استراتيجي الشركة اليمينة للغاز تعلن عند حدوث انعدام لمادة الغاز المنزلي أن بلادنا تملك مخزوناً استراتيجياً من مادة الغاز المنزلي يغطي احتياجات السوق المحلية من هذه المادة مما يمكنها من مواجهة أي اختناقات طارئة خاصة مع اقتراب شهر رمضان.. لكن نجد أنه كلما أعلنت الشركة عن المخزون الاستراتيجي زادت الأزمة وبلغ السيل الزبى. كما أن شركة النفط تعلن عن توفير مخزون استراتيجي لديها يصل إلى 800 ألف اسطوانة غاز فهل 800 ألف اسطوانة كافية لحل أزمة الغاز في أمانة العاصمة ومحافظات صنعاءوتعز وغيرها من المحافظات؟ ضبط متلاعبين سلطان الاصبحي مدير عام الصناعة والتجارة بتعز أشار من جانبه إلى إن الفرق الميدانية التابعة للمكتب ضبطت عدداً من المتلاعبين بأسعار مادة الغاز،حيث لم يلتزموا بالسعر المحدد.. منوهاً إلى أن مكتب الصناعة والتجارة بالمحافظة سوف يشدد الرقابة الميدانية وضبط المتلاعبين بالأسعار وإحالتهم إلى النيابة ودعا الأصبحي المواطنين إلى الابلاغ عن أي مخالفات سعرية.