ببيان باهت وقرارات واهية أوهى من خيوط العنكبوت خرج اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، شجب وتنديد وهروب من المسئولية المنوطة بالدول العربية وجامعة الدول العربية تجاه ما يتعرض له أبناء قطاع غزة من جرائم بشعة جراء استمرار العدوان الغاشم الذي تجاوز اليوم الحادي عشر والله أعلم إلى أين سينتهي. كنا نتوقع الخروج بقرارات بحجم الحدث من شأنها التسريع بانعقاد القمة العربية الطارئة ووضع الخطوط العريضة أمام القادة والزعماء العرب لما ينبغي أن تتضمنه قمتهم من قضايا من شأنها إلزام العدو الصهيوني بوقف العدوان وإلزامه بتعويض أبناء غزة عما لحق بهم من خسائر بشرية ومادية دون الحاجة إلى الدعوة للذهاب إلى الأممالمتحدة للمطالبة باستخراج قانون أو مشروع قرار دولي يقضي بوقف العدوان وهو ما شكل صدمة في الأوساط العربية وأسهم في زيادة حدة الخلافات العربية - العربية وأعطى الدعم اللوجيستي للكيان الغاشم لمواصلة عدوانه الإرهابي بصورة همجية مستخدماً في ذلك أسلحة خطيرة قادرة على تدمير أقوى الجسور الخرسانية وتلحق أذى بالغاً بالمواطنين العزّل في القصف الذي يتواصل للأسبوع الثاني على التوالي في ظل استمرار الحصار على أبناء غزة وحرمانهم من الاستفادة من المساعدات الغذائية والدوائية العاجلة لساكني القطاع الذين هجروا منازلهم وباتوا في العراء بعد أن طال العدوان الصهيوني كل شيء حتى المساجد وصارت غزة بأكملها هدفاً صهيونياً ينتظر دوره في القصف والدمار. الموقف المتخاذل لاجتماع وزراء الخارجية العرب جاء متزامناً مع مواقف متخاذلة مماثلة لعدد من الأنظمة العربية التي تركت ما يجري في غزة وما هو مطلوب القيام به حيال ذلك وراحت تقمع التظاهرات والمسيرات المنددة بالعدوان وتعمل على إلقاء اللائمة على الطرف العربي المعتدى عليه ظلماً وعدواناً فيما يجري لتزيد الأمة العربية انقساماً وتخاذلاً على انقسامها وتخاذلها المشين ليجد أبناء قطاع غزة أنفسهم في كماشة العدو المحتل لا حول لهم ولا قوة سوى مقاومة باسلة متسلحة بإيمان لا يتزعزع بالمولى عز وجل ودعم الشعوب العربية ليتسنى لها الصمود والثبات في مواجهة عدو متجرد من القيم الأخلاقية والإنسانية، عدو يمتلك من الخسة والنذالة ما يجعله خطراً على البشرية ولكننا تركنا ذلك وراء ظهورنا وصرنا أذلة صاغرين أمام هذا الجنس الخسيس وصرنا نهابه وهو يحتل أرضنا ويفتك بإخواننا ويستبيح حرماتنا ومع كل ذلك نطمع في رضاه ونسعى بلهفة وشوق إلى التطبيع معه وفتح السفارات وإحاطتها بالحراسات المشددة.. والكارثة أننا ننشد منهم السلام وهم أعداؤه، نحاكيهم من موقع الضعف ونحن أصحاب الحق وهم الغزاة الغاصبون والمحتلون؛ ومع ذلك أيضاً لا يُسمح لنا بإدخال الغذاء والدواء لإخواننا المعتدى عليهم في قطاع غزة إلا بموافقة العدو المحتل!!. أية مهانة وأي ذل هذا ، أين المواقف العربية المشرفة، أين الغيرة العربية، أين الضمير العربي، ماذا تنتظرون يا عرب؟!. العدو الاسرائيلي يُصعّد العدوان يوماً بعد آخر ودول العالم مشغولة بإخلاء رعاياها من قطاع غزة غير مكترثة بما يتعرض له أطفال ونساء وأبناء قطاع غزة فلسطينو الجنسية وعربيو الإنتماء ومسلمو الديانة، فهؤلاء لا يستحقون مجرد صدور قرار إدانة لإسرائيل من مجلس الأمن كون ذلك محرماً مادامت أمريكا تحيط هذا العدو بالتأييد والدعم والمباركة لكل خطواته وتصرفاته ومعها دول الكفر والإلحاد. ماذا عسانا أن نقول إزاء كل ذلك سوى ما قاله الشاعر العربي الراحل أديب وشاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني: عروبة اليوم أخرى لا ينم على وجودها اسم ولا لون ولا لقب تسعون ألفاً لعمورية اتقدوا وللمنجم قالوا: إننا الشهب قبل انتظار قطاف الكرم ما انتظروا نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا نضجاً وقد عُصر الزيتون والعنب