إيران تصنع قمراً وترسله إلى الفضاء، بتحدٍ سافر لأوروبا ومن قبلها أمريكا.. والذي يبحث في المسألة الإيرانية يشعر بشيء من الحيرة. فإيران من سنوات طوال تتلقى الشجب والتنديد من العالم الغربي؛ ثم لا تصنع أمريكا وأوروبا شيئاً، ثم إن اسرائيل تريد أن تقصف المفاعل الإيراني كما قصفت المفاعل العراقي؛ غير أن أمريكا وأوروبا تعارضها، ومرة تلو مرة تتوعد أمريكا وتعطيها الفرصة الأخيرة، ثم تمضي الفرصة بعد أخرى فلا تفعل شيئاً.. فما سبب هذا التهاون مع إيران؟!. نعم لقد هددت إيرانأمريكا والعالم أنه في حال تم الاعتداء على إيران؛ فإن إيران ستغلق مضيق هرمز، وسوف تمنع نفطها ومرور النفط والغاز إلى أمريكا والدول المستوردة، كما هددت بضرب القواعد الأمريكية في الخليج. وإذا كان جورج بوش لم يستطع أن يعمل شيئاً، فإن أوباما حسين، الرئيس الأمريكي يريد أن ينهج سياسة الدبلوماسية وليس الحرب مع إيران. وها هي إيران تمضي في برنامجها العلمي، معبرة على لسان وزير خارجيتها بأن القمر الاصطناعي هو بداية نهضة شاملة كما لو كانت إيران تريد أن تكون القوة الوحيدة في المنطقة. ربما يكون هناك تخوف أمريكي أوروبي من تعاظم الإسلام الذي لم يستطع أن يفرض نفوذاً ما في المنطقة والعالم طيلة عهود بدأت بانتهاء الرجل المريض، أو ترنح الخلافة الإسلامية وسقوطها "عثمانياً". بينما لم تستطع أية دولة أخرى أن تقوم باستلام الزمام، رغم ثقل مصر السكاني والسعودية المالي والعراق الحربي. غير أن على إيران ولنحسن الظن أن تدرك أن أية قوة لا تستطيع مهما كان نفوذها أن تفرض أيديولوجيتها على الآخرين. وإذا كان الإمام الخميني لم يستطع أن «يثّور» العالم فليس بإمكان أحد من تلامذته ومريديه أن يسير على نفس الخط. إن إيران وقد حققت هذا المنجز العلمي الباهر؛ مطلوب إليها أن تنظر إلى العالم الإسلامي نظرة موضوعية أساسها احترام متبادل وتكافؤ وتقدير لخصوصيات الثقافات. ونحسب أن قيادة إيران الشابة جديرة بسلوك سياسة التعايش الأخوي الذي ينادي به دين الإسلام الذي هو عقيدة أشقائنا في إيران.