أي مجتمع يتعاطى شبابه المخدرات نقرأ عليه السلام، فلا يمكن أن تقوم له قائمة وكل جهود البناء والتنمية تتجه إلى «الخلف سر. من لطف الله بنا، أن شبابنا لايتعاطون المخدرات، بالنسبة التي نجدها في كثير من الدول الأخرى العربية منها والغربية ، حتى أنها أصبحت مع ارتفاع متعاطيها غير قادرة على مواجهة الظاهرة. اليمن ظلت ومازالت منطقة عبور للمخدرات القادمة من القرن الأفريقي في طريقها إلى دول الجوار، وقلما نسمع أن شبابنا يتعاطون تلك السموم، وعدم تعاطيهم لها ليس ناتجاً عن جهود جبارة للدولة أو نجاح لحملات التوعية التي تقام بين فترة وأخرى من قبل منظمات المجتمع الدولي أو وزارة الصحة، بل نتيجة إدمانهم أقراص «الديزبام» حيث من السهل حصولهم عليه في أي وقت وساعة. «الديزبام».. ذلك العلاج الذي اتخذه كثير من الموالعة ومفترشي الطرق في نصف الليل بديلاً للكوكائين والهيروين وحولوه إلى «كيف» ينقلهم إلى عالم الهلوسة، كنا قد طرحنا قضية «الديزبام»وتأثيراته القاتلة للشباب، لندق ناقوس الخطر قبل حلول الكارثة.. وأوضحنا حينها بأن «الديزبام» يعدّ «خارطة طريق» لتعاطي شبابنا للحشيش والهيروين، ولكن لا حياة لمن تنادي من المعنيين. ظل «الديزبام» يباع كسلعة طبية دون أن ينظر إليه كمخدر إلا متأخراً وعلى استحياء عندما «وقع الفأس في الرأس»، ووجدنا ارتباط مثيري الفوضى والشغب بمتعاطي «الديزبام» . تعز.. ليست المدينة الوحيدة التي يوجد بين شبابها من يتعاطى «الديزبام» كما أظهرت «قناة السعيدة»، بل المشكلة نكاد نلمسها في مختلف المحافظات .. فلا محظورات أخلاقية، ولا ضوابط تقف حائلة دون الحصول على «الديزبام».. فيمكن للمرء أن يقتنيه بمجرد أن تأخذه قدماه إلى أقرب صيدلية. «الديزبام» خرج عن نطاق السيطرة ولم يعد علاجاً للمرضى النفسانيين وأصبح مثله مثل «الهيروين» و «الكوكائين» مع الفارق أن الأول مصرح به من قبل وزارة الصحة والآخران محاربان من وزارة الداخلية.. أما وقد اتضحت الخطورة التي يسببها هذا «الديزبام» على الجانب الصحي والأخلاقي والأمني فلماذا لا تصدر وزارة الصحة قراراً بمنعه وإدراجه ضمن قائمة المخدرات المحظورة حفاظاً على شبابنا من الدخول في النفق المظلم الذي يقودهم إلى التهلكة. المطلوب قرار عاجل يمنع تداول تلك الحبوب حتى لانتحول بفضل «الديزبام» من منطقة عبور للمخدرات إلى متعاطين، وعندها لن نقول سوى «على عقول شبابنا السلام !!»