تهانينا أولاً إلى قيادة المجلس النقابي الجديد للصحفيين بدءاً بالرئيس ياسين المسعودي ومروراً بالأعضاء ال21الذين نالوا ثقة زملائهم أعضاء الجمعية العمومية واستحقوا بجدارة أن يكونوا نخبة ال89 مرشحاً الذين خاضوا عراكاً انتخابياً تنافسياً حراً ونزيهاً.. لم تشهده الصحافة اليمنية من قبل. وبعد هذه التهنئة التي كان لابد منها.. نبدأ وتبدأ الصحافة اليمنية مشواراً حياتياً جديداً عنوانه العريض وفقاً للبرامج الانتخابية التي نال الأعضاء الفائزون بموجبها ثقة أعضائهم «العمل الجاد والمثمر.. للانتصار لقضايا الصحافة والصحفيين» وهو العنوان «الملخص» من مجموع برامجهم التي اتفقت معظمها في الفكرة والهدف واختلفت في الصياغة والطرح. الجميع متفقون على أن يكون المجلس النقابي الجديد مهنياً أكثر من كونه شيئاً آخر.. وأقصد هنا بالآخر «الحزبي» الذي كان سبباً رئيسياً في إثارة الكثير من القصص والحكاوي التي سادت عمل المجلس السابق وأثمرت إشكالات لاحصر لها بين زملاء الحرف، لم تخلُ من الاتهامات والتوظيف السيء لعمل النقابة والخروج عن اللياقة في أحايين أخرى. لن نعود إلى الماضي بحسناته أو سيئاته فالماضي راح وانتهى ونحن اليوم زملاء الحاضر والمستقبل.. وأمامنا برنامج عريض وطويل تم إرجاؤه أو ترحيله من المؤتمر العام ليأخذ طابع النقاش الجاد والمثمر بين أعضاء الأسرة الصحفية جميعهم ومن ثم يتم إقراره وجعله واقعاً معيشاً. مشروع التعديلات على النظام الأساسي للنقابة وميثاق الشرف الصحفي عنوانان رئيسيان ، يبدأ مجلس نقابة الصحفيين الجديد برفقة اللجنة المكلفة من المؤتمر العام الرابع عمله من منطلقهما في مسيرة الانتصار لقضايا الصحافة والصحفيين اليمنيين.. فلماذا هذان العنوانان الرئيسيان في البداية؟ لأن التعديلات تأتي كترجمة حقيقية لتوصيات المؤتمر العام الثالث للنقابة، وثانياً من أجل إرساء علاقة تنظيمية واضحة تحقق الرقابة والشفافية المنعدمة حالياً.. وثالثاً من أجل بناء مؤسسي وهيكلية فعالة تبقي إرادة أعضاء المؤتمر العام للصحفيين وتوصياتهم حية ومحور نشاط المجلس القيادي المنتخب. كما أن ميثاق الشرف الصحفي يمثل مطلباً ضرورياً لكل زملاء المهنة للتأكيد على الالتزام بالمهنية واعتماد العقلانية والموضوعية، والابتعاد عن الخطاب المضر المحرض على الكراهية والعنف والمروّج للفوضى والمناطقية المقيتة، والإضرار بالثوابت والمصالح الوطنية العليا.. ميثاق الشرف الصحفي يضمن حماية المهنة، ويؤسس لحرية صحافية سليمة، ويرسي مضامين تنتصر للمهنية ولقيم وأخلاق المجتمع. أمام المجلس النقابي الجديد أجندة حملها ثقيل، ولكن غايتها عظيمة.. تهدف في الأساس إلى تصحيح المسار الصحافي وتحصين المهنة ضد أعمال التخريب والتشويه المتعمد.. وتجويد الأداء والرسالة الصحفية وحماية حريتها وصيانتها من السقوط في مهاوي الانحطاط والبذاءة والإسفاف. أعضاء المجلس النقابي الجديد: أنتم أهل للثقة التي منحت إليكم ونحن من حجزنا لكم مقاعد في قلوبنا.. لتكونوا أنصار المهنة والمهنية.. لتكونوا عند مستوى الأمل المتسيد في نفوسنا.. لتكونوا المؤمنين حقاً بالرسالة التي يحملها الإعلام ويتحملها الإعلاميون.. مسئوليتكم إرساء قيم ومضامين مهنية توحد ولاتشتت.. تجمع ولا تفرق.. تحترم العقل وتبتعد كلياً عن أية حسابات خاطئة أوتصورات مغلوطة.. عليكم توفير كافة الإمكانات والتسهيلات المطلوبة لإنجاز مهام اللجنة المكلفة بالنظر في «مشروع التعديلات على النظام الأساسي ومشروع ميثاق الشرف الصحفي» في مدة لاتتجاوز الستة الأشهر من الآن.. نأمل أن يكون هذان العنوانان «المطلب» بداية جادة لعكس طموحات الصحفيين والانتصار لقضاياهم.. وأن لايكونا سبيلاً للهروب وتقديم الاستقالات الواحدة تلو الأخرى.