أكثر من ألف صحفي وصحفية من حملة الأقلام وصناع الرأي هم قوام الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين اليمنيين انتظموا في حضور المؤتمر العام الرابع للنقابة الذي احتضنته العاصمة صنعاء في منتصف هذا الشهر, جمعهم هم واحد ومصلحة واحدة في البحث عن كيان مهني حقيقي يجسد تطلعاتهم ويترجم طموحاتهم وينافح عن حقوقهم ويدافع عن حرياتهم ويتبني مشاريعهم .. جاءوا محملين بعبق ألوان الطيف اليمني من شرق البلاد وغربها .. متأبطين مبادئ وقيم مهنتهم النبيلة , لا يمثلون مؤسسة أو حزباً أو منطقة أو قبلية .. بل كانوا جميعاً حريصين على وحدة هذا الكيان القوي والمؤثر .. فانتصروا له بالرغم من محاولات الزيف والتشويه والمراهنات التي سبقت انعقاد الدورة الرابعة سواء بشن حملات التشكيك والتضليل أو الدعوات لخلق حالة شقاق وانقسام يؤدي بالصحفيين إلى مهالك التشرذم والدخول في دهاليز الاحتقانات والاشتغال في عوالم الهلاميات واللهث وراء سراب مشاريع التقزم والعبثية . نعم انتصر الصحفيون وفوتوا على الخائبين فرص اختطاف أحلامهم وأمنياتهم الجميلة المنتظرة. إن ذلك الحماس والتنافس الفياض الذي ظهر به الزملاء الذين خاضوا منافسات كسب ثقة أعضاء الجمعية العمومية سواء على منصب نقيب الصحفيين أو مجلس النقابة - تحت غمائم تلك المناخات والأجواء الديمقراطية والتنافسية الحقة - جسد رغبة حقيقية وصادقة لدى هؤلاء المتنافسين في التسابق لخدمة منتسبي هذا الكيان المهني والسعي لتقديم كل ما في وسعهم من أجل إعلاء مكانته وحضوره وتحقيق المزيد من المصالح والمكاسب للأسرة الصحفية , فقد رضي المتنافسون وقطعوا على أنفسهم العهد والوعد بتحمل الهم العام في نقابة جامعة للصحفيين تدافع عن حقوقهم المادية والمعنوية وتبحث عن ضمانات للاستقرار الاجتماعي لمنتسبيها وتسهم في تطوير كل ما من شأنه الارتقاء بالعمل المهني الصحفي ويعزز من قيم الحريات الصحفية ويحسن من المستوي المهني والمعيشي . وبالرغم مما شاب المؤتمر العام الرابع للنقابة من قصور وفتور وخاصة في إغفال مناقشة وإقرار الوثائق الأساسية للمؤتمر المتمثلة في مشروع التعديلات على النظام الأساسي ومشروع ميثاق الشرف الصحفي بوصفهما وثيقتين محوريتين لتأسيس نشاط وعمل نقابي مهني مستقبلي جاد , والاكتفاء بمناقشات عابرة للوثائق والتقارير المقدمة إليه ومنها التقرير العام والتقرير المالي وتقرير لجنة الحريات والدخول مباشرة في انتخاب الهيئات القيادية للنقابة، وبرغم هذا كله فإن النجاح والتوفيق كان حليف مؤتمر الصحفيين, وقولنا هذا ليس جزافاً أو تغريداً خارج السرب ولكنه يستند على حقائق حاضرة في الميدان تؤكد تلك النجاحات وتتمثل في تلك الحزمة من التوجهات التي وجهها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح خلال خطابه الهام الذي ألقاه في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر وهي في مجملها مكاسب مهمة وروافد جديدة للأسرة الصحفية ولمهنة الصحافة في بلادنا خاصة في جانب تعزيز الحريات الصحفية والإعلامية وترسيخ دعائمها . إن أمام القيادة الجديدة للنقابة - نقيباً ومجلساً - مهام عظيمة وتحديات جسام وتحديداً في المضي في إنجاز مشاريع تحسين المستوى المعيشي والحياتي للصحفيين وصون قيم الحريات الصحفية وعدم الخروج عن آدابها وضمان إرساء العدالة والمساواة في الحصول على فرص التدريب والتأهيل وتطوير قدرات الصحفيين والسعي لتحقيق المزيد من التسهيلات في جوانب الرعاية الصحية والخدماتية المختلفة على أرضية وحدة المهنة الصحفية التي تغيب عن ميدانها التفرقة والتمييز والإقصاء . إننا نثق بقدرات أعضاء المجلس الجديد للنقابة في تحمّل هذه المسئوليات , فقد ارتضوا على أنفسهم تحمّل هذا (الهم) وهم مدركون قبل أن يخوضوا غمار المنافسة وبعد أن كسبوا ثقة أعضاء الجمعية العمومية للنقابة في المؤتمر العام الرابع بأن المناصب في كيان نقابي – كنقابة الصحفيين – تكليف لا تشريف.. [email protected]