هو سلوك مقرف ومقزز ، ذلك الذي يتمسك به البعض، بل ويستمرئونه وكأنه حق لهم، يجب ممارسته.. في موقف يقلب موازين ثقافة المدينة رأساً على عقب..وهو ما لم نكن نود طرحه ،لكن «زاد الماء على الطحين» وصار «مطيطاً» فلا هو قابل للعجن ولا هو بالرائب الذي يفيد الشارب أو الجائع! في عدن..ظهرت سلوكيات بشعة لا تفسير لها والغريب فيها أن ممارسيها لا تردعهم ثقافة أو أخلاق أو قيم عاشوا معها أو توارثوها، ويتنكرون لكل ذلك وتبدأ ثقافة الأثرة وإشباع النهم المريض ،غير آبهين بالنتائج سواء لهم أنفسهم أو لضحاياهم، وللأماكن التي يرتادونها ويسيئون إليها بسلوكياتهم الهدامة. قراصنة أو لصوص ظهروا فجأة،ولم يسلم منهم أحد, حتى المساجد بيوت الله الآمنة، تتعرض لسرقاتهم القرصنية، وتعدى ذلك إلى المقايل والاحتفالات في المدارس وفي رمضان الكريم وأمسياته الطيبة لتمتد إلى الفنادق والنوادي وهلم جرا.. سلوكيات مريضة لكنها خطيرة.. تدخل أي مكان بحذائك الجديد أو جيد الحالة «نظيف وجيد» وعند الخروج لا تجده، معنى ذلك أن أحدهم سرقه وترك لك «شمبل بالي» أو صندل جَرِب «رِمّة» هذا في أحسن الأحوال ..أما في أسوئها فإنك تعود إلى منزلك «حافي القدمين» منافساً على ما يبدو «نعيمة عاكف» ذائعة الشهرة في عدم ارتدائها نعلي حذاء أثناء الرقص ،والمعذرة عن التشبيه. أنا شخصياً بلغ بي الحنق مبلغه، فقد حصلت معي القصة ثلاث مرات..و«الثالثة ثابتة» وصدمتي لا علاج لها إلا بظهور السارق وتقديم الاعتذار على الأقل فيما حصل لي وللأستاذ حسين بافخسوس التربوي الشهير من بهذلة في خيمة فندق «ماركيور» التي نُصبت على شاطئه لأعضاء وقيادة نادي التلال عصر الاربعاء «1»أبريل ولاتعتقدوا أنها كذبة، فهي حقيقة،ومؤلمة للغاية.. أتينا بأحذيتنا الممتازة وخرجنا بدونها، كل على حدة.. حفاة عراة الأقدام، لم نعرف هل نحن الاثنان فقط، أم أن هناك مثلنا.. المهم في محفل كهذا هل من المعقول أن يجد اللصوص «القراصنة» مبتغاهم ليندسوا بين الناس يصطادون في أحذيتنا بأيديهم العكرة ..ياللهول على قول «اسماعيل يس» رحمة الله عليه أو «يوسف وهبي» الذي كان يردد: «ياللهول ياللفاجعة» أي سلوك هذا الذي يجد له مكانة بين رياضيين ومثقفين ورجال أعمال..أإلى هذه الدرجة صارت ثقافة الاستحواذ حتى على الأحذية والجزمات والصنادل الممتازة من أبو «خمسة آلاف» كحالتي أنا الغلبان الذي لايعلم السارق كم تكبدت لشراء حذاء لم أتنعم به بعد! ثقافة واطية وهدامة ولم تسلم منها حتى الأماكن الرسمية، سرقة الأحذية في مقيل ديوان المحافظ في جبل الساعة «سابقاً» قبلها سرقة حذاء في أمسية رمضانية وثالثة في فندق «خمسة نجوم» ولا دخل للفندق هنا لأنه جهة استضافة ليس إلا ويشكرون على ماقدموه. وأتذكر زائراً جزائرياً شقيقاً كان يصلي معنا في مسجد بالمعلا، جعلوه يصيح حذائي سُرق، إنه غالٍ جداً،لم أكن أتصور أن يحدث هذا في مساجد عدن هكذا كان يردد بحنق شديد.. الأستاذ بافخسوس الذي غادر المكان بعدي، اتصل بي قائلاً:سرقوا «صندلي» ذي النوعية الممتازة فقلت له أنا مصدوم على «صندلي الجلد» أبوخمسة آلاف ريال، لقد فعلها الجبناء...وهكذا كانت ليلتنا في أول أبريل حقيقة مرة ،وليست كذبة، والسفهاء هم من فعلوها. بئس الرجال الذين تصل أيديهم حتى إلى النعال!