هناك من لم يفهم بعد أو لا يريد أن يفهم أن الوحدة اليمنية ليست ورقة رهان أو قضية طارئة أو آنية أوتكتيكية.. كما لايمكن إخضاعها لعمليات الربح والخسارة أو البيع والشراء.. لايريد أن يفهم أن الوحدة قضية وجود ومصير في الحاضر والمستقبل، وفي التاريخ اليمني ككل.. ولايمكن بعد إن انتصر الشعب لماضيه وحاضره ومستقبله أن يعود التاريخ للوراء مرة أخرى.. هؤلاء البعض المسكونون بالكراهية والأحقاد والضغائن لايريدون أن يفهموا أن الوحدة اليمنية التي ناضل أبناء شعبنا طويلاً من أجل تحقيقها حتى أصبحت واقعاً وحقيقة معيشة هي الشعلة التي تضيء لنا الطريق وتمدنا بالقوة.. وهي النصر المستمر والألق المتجدد على الدوام.. عديمو الفهم والاستيعاب هؤلاء لم يدركوا بعد أن الوحدة تحققت ووجدت لتبقى وتثبت.. لتنمو وتترعرع.. وليست ملكاً لشخص أو فئة أو جماعة من الناس وكأنها شركة تجارية يمكن هدمها أو فضها متى ما أرادوا. المخربون والفوضويون كشفوا عن وجوههم الحقيقية، ولم يعد هناك مايتحرجون منه أو يتهربون من قوله.. بدوا وكأنهم يمضون وحراكهم في اتجاه واحد لا آخر له.. تفوح منه رائحة قذرة.. ويهدف إلى شق الوطن الواحد الكبير.. كيف لا والوحدة اليمنية في مفهومهم ليست سوى وهم وأضغاث أحلام!!.. يتحدثون بلغة كريهة مليئة بالمناطقية والفئوية والشللية والعصبيات والأهواء المريضة.. ويعزفون على وتر الردة والانفصال.. أعجزهم الفهم وأذلهم الهوى فظنوا أنهم بإمكانهم المضاربة بالمواقف والمساس بالثوابت الوطنية ومقدسات الوطن والشعب!! يتطاولون اليوم على حق الشعب والأجيال في الوحدة.. وكأنهم بذلك سيستعيدون شيئاً من مجد زائف بني على المؤامرات والانقلابات والعنف الدموي. الوحدة ياهؤلاء ليست ورقة يمكن التلاعب بها.. أو يمكن المضاربة بها في أسواق «النضال السلمي» سيء الصيت والسمعة.. الوحدة ليست ملكاً لأحد غير الشعب، وعلى دربها المجيد سيواصل مساره والارتقاء بالوطن الواحد إلى كامل طموحاته وأمانيه. ليعلم هؤلاء ممن تتداول الفتنة في رؤوسهم ويعملون ليلاً ونهاراً ضد الوحدة.. وضد الوطن الكبير، والشعب الواحد أن الوحدة اليمنية باقية راسخة، ومحروسة بعناية الله أولاً، ثم بعناية أبناء الشعب الذين صنعوها ثانياً.. وهم القادرون دون سواهم على الحفاظ عليها وحمايتها من كل المؤامرات والاعتداءات. وعاجلاً أم آجلاً سيعلن دعاة الفتنة المهووسون بالفوضى والتخريب أنفسهم كثيراً كونهم اتخذوا من حق الشعب سلعة للمتاجرة واللعب.. لن يجني الشنفرة وزمرته الذين ارتدوا ثوب الردة والانفصال غير الخزي والسقوط في مستنقع الرذيلة والانحطاط.. هؤلاء الملطخون بالفساد والملوثون بسوء النيات والغايات لن يجدوا أمامهم غير جماهير الشعب التي لم ولن تسمح لأحد أيِ كان أن يجرهم إلى أعمال العنف والتخريب وتحريك الفتن والمؤامرات واستهداف ثوابت الوطن ومقدساته.. وسيبقى صوتها صادحاً مسمعاً كل من به صمم: قسماً لن ينال منك دخيل أو يبيع المكاسب العملاء.