حتى تكون كاتباً وصحفياً ومحللاً وسياسياً لايشق لك غبار يكفي أن يكون عندك مقعد تجلس عليه ماضغاً للقات وشيشة غير «معكوم» دخانها وطبعاً هاتف غير مفصول من قبل الإدارة ووسيلة تفاعلية مع أشخاص يشتركون معك في الانطلاق من مقعد مشابه وشيشة مماثلة وأفكار متطابقة وليس مهماً نوع القات رؤوس أو قطل.. سوطي أو بلدي.. حيث تتعدد الأنواع والمتافل والأفكار واحدة. وحتى تكون مقروءاً في الصحف.. مطارداً من الفضائيات يجب أن تردد ماهو غريب من التصورات التي تسحب الوطن إلى الخلف ولاتعترف بمنطق أو تحاول مجرد محاولة الإجابة على السؤال وأين هي مفردة الإنتاج على الأقل انتصاراً للفكر الاشتراكي أو للموروث الديني أو الشعبي «إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه» أو ثقافة الرزق يحب السرعة أو رب كلمة..إلخ. ولاحظو أن الأمثلة تستوعب ماهو إلى يسار الطاولة ويمنيها ومنتصفها حيث خير الأمور.. حينها ستجد من يشيد بقوة معارضتك وجدارتك بالمعارضة، وستجد من يدفع لك وهو محسوب على السلطة فقط ليؤكد أن له أوراقاً وأنه يجيد الألعاب، لن يخذلك المسؤولون عن المؤسسات اتقاءً لشرك ولن يتجاوزك أصحاب رؤوس المال خوفاً من ابتزازك لهم. ليس مهماً ماستكتبه من فكر.. أو من نقد اجتماعي أو سياسي.. هل يصب في صالح قضية التطور أو إثارة الفتن والأوجاع..؟ هذا هو لسان الحال.. وهذا هو السر الذي لم يعد سراً..