هل راودكم التفكير في يوم ما أو أخذتكم الاحتمالات أو انتهت بكم الاستنتاجات إلى إيجاد الجواب المناسب لأطفالكم، حين يعودون من مدارسهم وهم يحصرونكم في سؤال لا مفر من إجابته «ماذا يعني انفصالي»؟. إحساس مُر ينتابك وهو يسألك، إحساس ترفضه ويرفضك عندما تلتقي عيونك بعيون الطفولة التي تنظر للعالم بصورة ملونة ومدن رائعة وطرقات مزخرفة بالورود ودروب مفعمة بالفرح وهو يصر على سرعة إجابتك عن معنى«انفصالي» فتمسك بكلتا يديه وتشدّ على اليد الأولى وتقول: له الانفصالي هو عكس الوحدوي وتشدّ على اليد الأخرى وتقول: الوحدوي دائماً يفكر في الحل، والانفصالي يفكر في صنع المشكلة، وتشدّ على يده مرة أخرى وتقول له: الوحدوي لاينضب ولاؤه، والانفصالي لا تنضب أعذاره.. الوحدوي يسعى لمساعدة الآخرين للمحافظة على الوحدة، والانفصالي يُوقع بالآخرين كي يساعدوه على أفكاره التشطيرية.. الوحدوي يعتبر الوحدة إنجازاً طيباً، والانفصالي يرى الوحدة وعداً ليس مسئولاً الإيفاء به.. الوحدوي يا بني ينظر إلى المستقبل ويتطلع إلى ماهو ممكن والانفصالي ينظر إلى الماضي ويغرق في بحور الحقد والكراهية. الوحدوي يتمسك بالقيم ويتنازل عن الصغائر والانفصالي يتشبّث بالصغائر ويتنازل عن القيم، الوحدوي يصنع الأحداث والانفصالي تصنعه الأحداث. سحب كلتا يديه من يدي وتأمل، ثم ابتسم وذهب إلى غرفته ليعود سريعاً وهو يحمل حقيبته المدرسية، فتحها أمامي وأخرج كراسة رسوماته ليريني ما خطّت أنامله البريئة وقد رسم العلم اليمني وكتب بحروفه البسيطة «أحبك ياوطني، سأحمي وحدتي، وأصون أرضي» وقد أهدانى تلك الرسمة الجميلة فاخترنا لها مكاناً بارزاً ليراها كل من دخل ويدخل بهو منزلنا.