يقوم فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بزيارة قصيرة إلى المملكة العربية السعودية وإجراء مباحثات مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وذلك في إطار التشاور وتبادل الرأي والتنسيق المشترك إزاء ما يعتمل من متغيرات على الصعيدين الإقليمي والدولي فضلاً عن أنها تأتي توطيداً للعلاقات الأخوية المتنامية التي يشهدها البلدان في ظل الرعاية والثقة المتبادلة بين القيادتين السياسيتين والتي انعكست على مجالات تنامي التعاون الثنائي والانسيابية في ترجمة التوجهات القيادية وبما يخدم الشعبين الشقيقين. ولاشك بأن الشعب اليمني وقيادته السياسية تعتز بالمواقف الأخوية الصادقة التي عبرت عنها قيادة المملكة العربية السعودية في مختلف الظروف دعماً ومساندة لليمن لمجابهة الكثير من التحديات من منطلق المواقف الحريصة على تعزيز هذه الشراكة القائمة على الثقة والتاريخ والجيرة. وفي هذا الإطار لابد من التأكيد هنا أن العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين تحكمهما اعتبارات المصالح المشتركة وتربطهما علاقات أخوية لايمكن مقارنتها بأنماط العلاقات الاعتيادية بين الدول. لقد مضت القيادتان السياسيتان في البلدين الشقيقين قدماً في تفعيل العلاقات الثنائية على هذه القواعد والأسس. وكانت الوحدة اليمنية مطلع تسعينيات القرن المنصرم عاملاً أساساً في ترسيخ أمن دول المنطقة بل إنها أسهمت فعلياً في معالجة التوترات التي كانت قائمة في ظل النظام الشطري وأدت إلى معالجة قضايا الحدود بالوسائل السلمية وعلى قاعدة لاضرر ولاضرار. ولذلك فإن الشعب اليمني يثمن مواقف المساندة التي يقدمها الأشقاء في المملكة لاستكمال برامج وخطط التنمية ،في نفس الوقت الذي يثمنون المواقف الثابتة تجاه استقرار اليمن الواحد وتطوره، وتذليل الصعوبات التي تعترض تعطيل برامجه الإنمائية ، من خلال الحرص على استكمال ترتيبات انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي عبر الخطوات التي تمت حتى الآن فضلاً عن عقد مؤتمري صنعاء ولندن للمانحين لتخصيص تمويلات لإقامة مشروعات تنموية في اليمن. وأخيراً ينظر أبناء اليمن باعتزاز للخطوة الرائدة التي دعت إليها المملكة ودول الخليج في استيعاب العمالة اليمنية في الأسواق الخليجية. ولاشك أن نتائج القمة اليمنية السعودية - التي ستعقد اليوم برئاسة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - ستكون إضافة ايجابية ترفد علاقات التعاون والشراكة بين البلدين الشقيقين بالمزيد من القرارات ذات الصلة بتعزيز وتوسيع مجالات التعاون والشراكة في مختلف القطاعات.