صراخ يعبث بالعقل.. تشتري الطبق البيض من البقالة المجاورة بسبعمائة ريال، وأثناء تواجدك داخل منزلك يأخذك صوت هادر عبر المايكرفون ياعظيم الرجاء.. سهّل المخرجا صاحب البيض جاء.. الطبق بثلاثمائة وخمسين ريالاً فقط.. دلا.. دلا ياجماعة.. وبالطابور.. } وتذهب إلى سوق الفاكهة فتفاجئك أصوات مسجلة صادرة عن مايكرفون مشابه.. الكيلو التفاح بمائة ريال.. الكيلو البرقوق بخمسين ريالاً.. واثنين كيلو فرسك بمائة ريال.. وكالعادة.. ياحراجاه.. يارواجاه.. فرّح أطفالك يامواطن.. } وأمام ظواهر التفاوت الساحق بين الأسعار في البقالات والأسعار الهابطة من أثير مايكرفون صيني.. تسأل نفسك.. هل هناك علاقة بين السعر وبين الجودة.. خاصة عندما تقترب من سيارة تبيع الفواكه ورائحة السموم تملأ أنفك..؟ هل القيام بغسلها يكفي أم أن الكيماويات متوغلة في العمق وداخل النواة.. } هل هناك تفسير اقتصادي أو صحي لأن يباع طبق البيض على مركبة متوقفة بنصف قيمته في بقالة على بعد خطوات..؟ ماعلاقة ذلك بالصلاحية ؟ بالجودة.. بالصحة والقيمة الغذائية..؟ } أنا وأنت نرتاح للرخيص ولكن نخاف من مجهول غير محمود العواقب. وطبعاً وراء هذه الحيرة مؤسسات حكومية مسؤولة تنتظر استيقاظها وخروجها من الكهف..!!