تشدني التفاصيل الصغيرة بما تحمله من الدلالات الكبيرة.. صباح كل يوم تقريباً يتعالى صوت بائع البيض عبر مايكرفون سيارته مردداً.. (يا عظيم الرجاء.. سهل المخرجا.. صاحب البيض جاء..). وسعر الطبق ثلاثمائة وخمسون ريالاً.. يا نعمتاه.. خلقة وبلاش.. وحيث وسعر الطبق البيض في البقالة لا يقل عن خمسمائة ريال أدخل في حيص بيص «بالصاد وليس بالضاد». لم هذا الفارق الكبير؟!سألت صاحب البقالة فقال: - ما يباع من على متن السيارات بواسطة مكبّر الصوت بيض مضروب.. فاسد.. مع أن فارق الجودة الذي يتحدث عنه فارق لا يرى.. هل أستجيب لإعلان ما يكرفون السيارة وأستفيد من فارق السعر أو أصدق صاحب البقالة..؟. والمهم هنا هو الحصول على إجابة هذه الاستفهاميات.. إذا كان ما يباع على السيارات المتنقلة بين الحارات فاسداً.. فلماذا يباع؟! ولماذا لا تمنع أخطاره؟! وإن كان يعبّر عن سعر حقيقي، فلماذا لا يتم ضبط أصحاب البقالات بسبب هذه المغالاة الفاضحة..؟!. هل أهل التجارة والصناعة وأهل الصحّة وجمعية حماية المستهلك على علم أو تفسير يمنع مثل هذه الأسئلة المعلقة...؟. من المسؤول عن تصحيح الوضع؟! وزارة التجارة والصناعة أم جمعية حماية المستهلك أم المعنيون بالصحة؟؟. يبدو أن لا أحد يتحمل المسئولية ولذلك أحمّل الدجاج كامل المسئولية.