نعلم مسبقاً انشغال فخامتكم بما هو أهم وما يشغل المواطن اليمني بكل شرائحه وتعدد محافظاته، ونحن إذ نشاطركم تلك الهموم والأحلام، نقف إلى جوار فخامتكم خطوة بخطوة، ولحظة بلحظة في سبيل اليمن الجديد الآمن المستقر المتطور والناهض.. إن اليمن لا يبنيه ولا يحميه إلا عقول وسواعد وتفاني وإخلاص أبنائه، مثلما أن تنميته الدائمة وسبقه الحضاري ونهضته المتواصله لا تكون إلا بهم ومن خلالهم. أساتذة الجامعات اليمنية ورجال البحث العلمي وحملة الكلمة الطيبة ورهبان التربية والتعليم في مقدمة هؤلاء البُناة، ولا يمكن لليمن الجديد أن يأخذ مكانه في الخارطة الدولية والمدارات الإنسانية الحديثة إلا بهؤلاء، إن أخلصوا وتفانوا في خدمته وتنميته. جامعة عدن واحدة من تلك المنطلقات الوطنية والحضارية والعلمية والمعرفية والإبداعية المهمة، وتضم كوكبة من أولئك الرجال، وهم أهل خبرة وقدرة وكفاءة وتفانٍ وطني مشهود. وهم اليوم يتطلعون بمودة ومحبة إلى لفتة كريمة من فخامتكم تنهي واحدة من أكبر وأعقد المعاناة التي تؤرق حياتهم وتفقدهم الأمان والاستقرار النفسي والأسري الذي يُعد أساساً مهماً للنبوغ والإبداع والعطاء، إنه مشروع مدينة الوحدة السكني الخاص بأعضاء هيئة التدريس في جامعة عدن، المنتظر تدشينه من قبل فخامتكم، علماً بأنه سيكون واحداً من أعظم المشاريع الوطنية التي تنجز في هذه المرحلة. وسيكون لهذا المشروع الهام مردود إيجابي على عطاء أكاديميي جامعة عدن وإبداعهم واستقرارهم، أهمية ذلك تكمن في تأمين السكن المناسب الذي يحقق الأمان والاستقرار الذاتي والأسري لعضو هيئة التدريس في هذه الجامعة العريقة. الشراكة الوطنية المعهودة ستكون سيدة الموقف في سبيل تنفيذ هذا المشروع السكني الذي يضاف إلى قائمة منجزات عهد الرئيس الصالح برغم الصعاب والمعيقات التي تبرز بين الحين والآخر، حيث سيتم تسديد تكاليف البناء والإنشاء والتجهيز أقساطاً ميسرة من رواتب أعضاء هيئة التدريس في جامعة عدن. مع العلم أن جامعة عدن العريقة تستحق اهتمامكم ورعايتكم الدائمة، لأن بقاء هؤلاء الأكاديميين والمبدعين فريسة دائمة وسهلة لظلم وتعسف أصحاب العقارات والعمارات والمؤجرين الذين لا يردعهم قانون ولا يوقف جشعهم ضمير ولا دين، تعسف لا ينهيه إلا تدخل فخامتكم في هذا الأمر وتدشين مشروع مدينة الوحدة السكني لأعضاء هيئة التدريس بجامعة عدن، الذي سيحقق نقلة حضارية ونوعية في حياة الأكاديمي اليمني، الأمر الذي يجعله ينصرف بكل طاقته وتفكيره باتجاه البحث العلمي والإبداعي المعرفي وخدمة الوطن وتنميته. فخامة الأخ الرئيس - حفظه الله ورعاه - لا يمكن للإنسان أن يبدع ويعطي ويتفانى ويخدم وطنه وهو بلا سكن متواضع يمنع عنه تعسف الزمن وفاقدي الضمائر، تمنع عنه وأسرته وأطفاله وكتبه وقصاصات أوراقه التنقل بين الشقق والعمارات والأحياء، باحثاً عن لحظة أمان واستقرار وراحة بال بدلاً من كثرة الترحال. وعبر صحيفة «الجمهورية» الغراء نضع حلمنا هذا ودواعي استقرارنا وأماننا وإبداعنا العلمي والمعرفي وعطائنا الوطني بين يدي فخامتكم الكريمة، فأنتم الأقدر على تحقيقه ودفع عجلة هذا المشروع الوطني الهام والضروري إلى التنفيذ والواقع الملموس إن شاء الله تعالى. وفقكم الله لما فيه خير اليمن الأرض والإنسان.. والله يرعاكم.