كأنه لا يوجد حكماء في اليمن ولا عقلاء لإيقاف هذه المهزلة التي تكلّف الشعب دماء ومالاً، وتعمق البغضاء والكراهية والحقد. لقد سعى الرئيس قدر الإمكان لأن يرعوي هؤلاء عن عنادهم؛ ولكن لا مجيب، وما لم يستجب الخارجون للعقل والحكمة فإن العقبى لا شك وخيمة، سوف تأتي على الأخضر واليابس، وسوف يجد كل يمني أنه الخاسر الوحيد. لاتزال هناك فسحة للتوبة والإنابة والعودة إلى الرشد، وإذا كان هناك من ينفخ في «كير» الشر فآن له أن يعلم أن ما يوقف اليمنيين عن فضح مخططاتهم إنما هي المروءة ومراعاة تقاليد محترمة يتصف بها هذا المجتمع المتسامح، غير أن للصبر حدوداً، وللمروءة مسافة، وللحلم نهاية. إن ما يدور في صعدة مؤذٍ لكل يمني ولكل عربي مسلم، وكل إنسان في العالم، فلقد مضت سنة الحروب وولت سنوات الأزمات. وليس من شك أن هذه الحرب تنفيذ جزء من مخطط يستهدف عملية التقدم التي تتطلب استقراراً وأمناً، وأن الذين يحاربون الدولة ويخرجون عليها قصدهم وليس غير إذعان اليمن كله لفكر متخلف وعقلية غابرة، متحجرة. إن كل يمني معني أن يقف موقف المدافع عن الوطن بحشد الرأي لإصلاح ما فسد من الأفكار وما تخرب من الديار، ومواجهة ما يعتزمه الأشرار. إن المخطط المشبوه الذي يراد لليمن أن يطابقه ويُبنى عليه لا يمكن أن يمر، لقد آمن شعبنا بالتسامح فلا مجال للكراهية. ولا مكان فسيحاً لقبح العنصرية وسوداوية الطائفية وهمجية الأنانية، كما آمن شعبنا بالوحدة فلا منطق للتجزئة، ولا حجة للتشرذم والإزاحة والتهميش والإلغاء. لايزال هناك عقلاء بعيدون عن النفعية، مبرأون عن موسمية الفرص، سيتدخلون لإنقاذ اليمن من هذا الشر الأسود وفي مقدمتهم هذا الزعيم الفذ الذي علّم كل اليمنيين الحكمة، ورسم لهم مبدأ التسامح، قائد الأمة الرئيس علي عبدالله صالح الذي يشرّف كل يمني أن يلوذ بحكمته وصبره وحلمه. وخاب وخسر من ينفخ كير الشر البغيض، والله غالب على أمره.