تأمين جبهتنا الشمالية لم يعد موضع نقاش، بات من الماضي الحديث عن تمرد يرزح على جبين وناصية المرتفعات الجبلية والهضاب والتلال المتاخمة لحدودنا الشمالية؛ ويؤسس لنفسه سلطة خارج السلطة الشرعية، وسيادة خارج السيادة الوطنية. وليس القول على اعتبار ما سيكون، بل ثقة بما هو ماثل للإنجاز أو قيد النفاذ حالاً. حصحصت الخاتمة، فالدولة لم تعد مستعدة لتأجيل الإجراء العلاجي الذي سبق لها أن أجلته مرات عدة، لاعتبارات «عاقلة». لم تجد صدى لها أو تعقلاً لدى عصابة التمرد والفتنة أو في رؤوس المغترّين بحلم الدولة وصبرها الطويل!. يعلم هشيم المتمردين الآن أو سيعلمون غداً على أبعد تقدير، بأنهم خدعوا أنفسهم ومن معهم. وانخدعوا لمشاريع هدامة ورهانات غبية أوردتهم المهالك، وقادتهم إلى الخاتمة الطبيعية التي لم يكن منها بد ولا مفر!!. ولكنهم ألحقوا طوال السنوات الخمس الأخيرة أضراراً وخسائر ومعاناة لا حدود لها بقطاعات واسعة من السكان والمواطنين والمصالح العامة والخاصة وبالاستقرار والتنمية، وأرادوها بؤرة استنزاف لتبديد هيبة وسمعة الدولة وإمكاناتها. كان الاعتقاد بأن كسر شوكة الدولة وهيبتها أمر متيسر، عن طريق العنف المسلح، واستثارة الأحقاد المدفونة في جوف الأرض ومزبلة التاريخ، والتطير بالعصبيات الفئوية والجهوية والمذهبية والطائفية!. ولكنها جميعاً فشلت بلا تمهل، ولم يكن أحد يفكر بالإصغاء لمثل هذه النعرات والتحريضات المفضوحة. واستحال دائماً إلباس الفتنة والتمرد والتخريب لباساً آخر أو إكسابه بعداً طائفياً برغم جميع المحاولات التي اجتهدت في هذه الغاية وخاب أملها!. لقد جنى على هؤلاء محرضون وموغرون وممولون وداعمون كثر في الخارج وفي الداخل. وإن عاجلاً أو آجلاً؛ سوف تنكشف الأوراق وتتكشف خلفيات الصفقة القذرة والمؤامرة الخفية، وسوف نعرف ما ومن وراء هذه العصابة. ومن هي الأصابع القذرة التي رسمت وأدارت الفتنة بقفازات رخيصة؟!!. شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]