قناة «العالم» الإيرانية، الناطقة بالعربية تصف المظاهرات السلمية التي تجوب شوارع طهران حاملة صور المرشح الرئاسي الخاسر «مير حسين موسوي» بأنها مؤامرة خارجية وغربية تستهدف الانقلاب على دولة الثورة، أو دولة الولي الفقيه. ولكنها القناة الإيرانية لاتزال تصر على الحنث العظيم، وتصف ما يحدث في صعدة بأن «الجيش اليمني يهاجم مناطق الحوثيين» وكأن هذه المناطق دولة ذات سيادة!!. هكذا.. بكل بساطة وبجاحة واستفزاز، وليس الأمر طارئاً أو جديداً، فقد فعلتها «العالم» طوال السنوات والجولات الماضية من المواجهات. بل لعلها اليوم «فسخت لها» قليلاً عن المرات السابقة، ولكنها تمارس التضليل وإن بمهنية!!. إذا تظاهر طلاب جامعة طهران حاملين الكتب الجامعية ولافتات مؤيدة لموسوي وصور الخميني حتّى، يكون الطلاب «انقلابيين» وينفذون مؤامرة أو «ثورة مخملية» ضد الجمهورية الإسلامية في إيران!!. وإذا خرجت عصابة مسلحة في أجزاء من محافظة صعدة اليمنية تعلن التمرد والحرب على الدولة، والتنكر لسلطة المؤسسات الدستورية والقوانين المدنية، وتقتل وتدمر، وتهجّر، وتهلك الحرث والنسل، فإن هذا لا يكون تمرداً في رأي قناة «العالم». وإنما يسمّى «معارضة» أو ربما «ممارسة لحرية الاعتقاد الفكري أو المذهبي» كما حاول الإعلام الإيراني تمرير هذا التوصيف الداجل في السنوات الماضية منذ 2004م!!. الذين يحاربوننا في الجبهة الفضائية لا يقلّون سوءاً وخطراً عن الذين يحاربوننا على الأرض وفي الجبال والتلال والهضاب وبطون الأودية والكهوف الجبلية. ولكن وبلغة بلدي قُح لو كانت هناك «العالم» بطيز «العالم» إلى عشرين قناة ومحطة فضائية عربية أو ناطقة بالعربية أو العبرية أو الفارسية؛ لما استطاعوا مجتمعين أن ينالوا من شموخ وتاريخ وسيادة اليمن وكبرياء اليمنيين. فقط وأعيد ما كتبته هنا قبل أسبوعين، يحزُّ في النفس بأن يتكالب ضدنا عداء فضائي كثير، وليس لنا في الفضاء حليف ولا نصيب ولا حضور، وسامح الله أصحابنا. شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]