دعا المرشح الرئاسي، مير حسين موسوي، المنهزم في الانتخابات الرئاسية والرئيس الإيراني السابق، محمد خاتمي، المعروف بتوجهاته الإصلاحية في رسالة مشتركة الأربعاء السلطات الإيرانية إلى الإفراج عن المعتقلين خلال الأيام الأخيرة وإنهاء العنف ضد أنصارهما، وفقا لموقع حملة موسوي. وجاء في الرسالة المشتركة التي نشرها موقع حملة موسوي والموجهة إلى رئيس السلطة القضائية، آية الله محمود هاشمي شهرودي، "نطلب منك أن تتخذ الإجراءات الضرورية لإنهاء الوضع الحالي الذي يبعث على القلق، وإيقاف أعمال العنف ضد الشعب والإفراج عن المعتقلين". وتضمنت الرسالة إدانة لأعمال العنف والاستفزازات ضد المتظاهرين المسالمين والهجمات ضد الطلبة وإقاماتهم. ولجأت السلطات الأربعاء إلى اعتقال مزيد من الإصلاحيين وأنصار معسكر موسوي إذ احتجزت عشرات المعارضين في العاصمة طهران وخارجها. واشتكت الحكومة الإيرانية إلى السفراء الأجانب المعتمدين لديها مما أسمته بالتدخل في شؤونها الداخلية من خلال اتهامهم بالإدلاء بتعليقات نعتتها بأنها وقحة ولا يمكن قبولها. واستدعت الخارجية الإيرانية سفير سويسرا وهي الدولة التي ترعى المصالح الأمريكية في إيران. لكن وزارة الخارجية الأمريكية قالت إنها لا تتدخل في النقاشات الجارية في إيران بشأن نتائج الانتخابات وتداعياتها. هيلاري كلينتون ومن جهة أخرى، دافعت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، عن طلب الإدارة الأمريكية من شركة تويتر بتأجيل خططها الرامية إلى إغلاق موقعها بهدف صيانته وذلك للسماح للإيرانيين بالتعبير عن آرائهم وتنظيم صفوفهم. وقالت كلينتون للصحفيين ردا على سؤال بخصوص طلب إدارتها من شركة تويتر مواصلة خدماتها للإيرانيين إن "الولاياتالمتحدة تؤمن بحماس وقوة بالمبدأ الأساسي لحرية التعبير". وأضافت قائلة "إن إحدى طرق التعبير المهمة هي استخدام تويتر ليس فقط للشعب الإيراني ولكن بالنسبة إلى العالم ككل بشكل متزايد وخصوصا الشباب". وواصلت " أعتقد أن إبقاء هذا الخط من التواصل مفتوحا والسماح للناس بتبادل المعلومات وخصوصا في وقت لا توجد فيه الكثير من مصادر المعلومات الأخرى تعبير مهم عن حق التعبير والقدرة على التنظيم". وكانت الإدارة الأمريكية اتخذت خطوة غير معهودة تمثلت في الطلب من تويتر تأجيل خططها القاضية بصيانة الموقع الشهير بسبب استخدام الإيرانيين له بهدف التواصل في أعقاب الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية، وفق مسؤول رفيع. ومن جهة أخرى، قال البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك اوباما سيواصل دعم حقوق الايرانيين بالاحتجاج سلميا على نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية الاخيرة، لكن من دون التدخل في الشؤون الايرانية والجدل الداخلي الدائر حول الموضوع. وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت جيبس ان الرئيس اوباما كان متوازنا في تعليقه حول الخلاف القائم على نتائج تلك الانتخابات. تصعيد وتأتي تعليقات جيبس في وقت صعد فيه انصار المرشح الاصلاحي مير حسين موسوي من حملتهم ضد نتائج الانتخابات الرئاسية في ايران بينما وسعت الحكومة الايرانية من حملتها ضد وسائل الاعلامية الاجنبية بهدف احتواء اخطر ازمة تمر بها ايران منذ الثورة عام 1979. فقد تجمع الاربعاء عشرات الالاف من انصار موسوي في مظاهرة "صامتة بلا شعارات" في قلب طهران وهم يرتدون الملابس السوداء وعصابات رأس خضراء، لون الحملة الانتخابية لموسوي، رغم الحظر الذي تفرضه السلطات على التظاهرات غير المرخصة. كما دعا موسوي الى تنظيم مسيرات الخميس حدادا على "ضحايا التظاهرات" الذين سقطوا منذ اندلاع الاحتجاجات يوم الاثنين الماضي. وقال موسوي في بيان له على موقعه على شبكة الانترنت "اننا مستمرون في احتجاجاتنا السلمية على نتائج الانتخابات الى ان يتم الغاؤها". "تزوير" ووصف موسوي نتائج الانتخابات والتي قالت السلطات ان نجاد فاز فيها بانها "تزوير مخجل" داعيا الى اجراء انتخابات جديدة. وتمثل دعوة موسوي تحديا مباشرة لدعوة مرشد الثورة اية الله علي خامنئي الى اتباع السبل القانونية للطعن في نتائج الانتخابات واعلان مجلس صيانة الدستور عن امكانية اعادة فرز جزئي لاصوات الناخبين. وكان التلفزيون الايراني الرسمي الثلاثاء قد نقل ان خامنئي قد دعا الى الوحدة الوطنية في اجتماع عقده مع ممثلين عن المرشحين الأربعة للرئاسة الايرانية. ونسب الى خامنئي القول: "في الانتخابات لكل توجهه، ولكن الجميع يؤمنون بالنظام ويدعمون الجمهورية الاسلامية". اعتقالات وافادت الانباء بالقاء القبض على شخصيتين كبيرتين من انصار موسوي وهما الاقتصادي سعيد ليلاز وعالم الاجتماع حميد رضا جلالي بور صباح الاربعاء لينضما الى عشرات الصحفيين والشخصيات الاصلاحية التي القي القبض عليها خلال الايام القليلة الماضية. الا ان السلطات افرجت عن ليلاز وابقت على ابنه رهن الاعتقال حسبما اعلن لوسائل الاعلام بعد الافراج عنه. كما افادت الانباء عن تعرض السكن الجامعي في عدد من المدن الايرانية لهجمات على يد مليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري الايراني. ويلعب الطلبة دورا فاعلا في حركة المعارضة في ايران حيث اشارت الانباء الى انتشار قوات الامن داخل العديد من الجامعات منذ بدء حركة الاحتجاجات وشن حملة اعتقالات في صفوف الطلبة. وقدم عميد جامعة مدينة شيراز استقالته احتجاجا على مداهمة جامعة شيراز من قبل عناصر الباسيج. كما قدم 120 مدرسا في جامعة طهران استقالتهم احتجاجا على تعرض الجامعة لهجوم من قبل قوات الامن. كما وضع ستة من لاعبي المنتخب الايراني لكرة القدم من بينهم كابتن الفريق شارات خضراء خلال المباراة تصفيات كأس العالم ضد منتخب كوريا الجنوبية في سيول. وتزامن ذلك مع فرض الحكومة قيودا مشددة على عمل وسائل الاعلام وخاصة الاجنبية حيث منعت المراسلين من تغطية انشطة المعارضة والتظاهرات من موقع الحدث او بث صور لها والزمتهم بالعمل من مكاتبهم فقط. واتهمت وزارة الخارجية الايرانية بعض وسائل الاعلام الاجنبية بانها اصبحت "ابواقا لمثيري الشغب". كما اتهمت الوزارة في بيان لها بعض الدول الغربية بدعم "مثيري الشغب" في اشارة تجمعات انصار موسوي. وترافق ذلك ايضا مع التشويش على ارسال عدد من القنوات الفضائية مثل قناة بي بي سي الناطقة بالفارسية ووقف الرسائل النصية عبر الهاتف النقال وحجب العديد من المواقع على شبكة الانترنت. وقد اصدر الحرس الثوري بيانا الاربعاء حذر فيه مواقع الانترنت والمدونات الشخصية التي تتابع ما يجري في ايران وطالبها بحذف جميع المواد التي تخلق التوتر في ايران حسبما جاء في البيان.