اقترف المتمردون الحوثيون حماقة كبيرة وكبيرة جداً بتورطهم السافر في انتهاك حرمة وسيادة الأراضي السعودية والقيام بمغامرة يائسة وخرقاء داخل التراب الوطني السعودي. على أن امتطاء الحماقة والجنون إلى تبة من جبل الدخان في الجانب السعودي، وإن كشف بجلاء حجم اليأس الذي بات يهلك ويستهلك البقية الباقية من عصابة التمرد والإرهاب . فذهبت إلى اقتراف حماقات ومغامرات انفعالية وعدوانية توهم بها أنفسها المريضة، بأنها ما زالت على قيد الحياة وقادر على اصطناع جرائم وفظائع مدوية، تُبقي لها شيئاً من غبار يلوكه الإعلام، وتبقى معه وفيّة لحضورها الصاخب في دائرة الفعل الجبان والتطرف المدان، ولكن هيهات لكل هذا التدبير والمكر السيء أن يغيّر مسار الأحداث الذاهبة إلى إزهاق الباطل بكل ما انطوى عليه من أحلام وأوهام. إلا أنَّ الإجتراء على أذية الأشقاء ومحاولة نقل الأحداث والوقائع إلى الجانب الآخر داخل الأراضي السعودية، لا يمكن بحال من الأحوال أن يأتي عبثاً أو على سبيل الصدفة الفجائية والتحول اللاواعي، لأن خطوة اندفاعية كهذه لها ما بعدها قد لا يمكن احتمالها أو افتراض وقوعها عملياً،إلا في سياق مخطط ناجز يشتمل على بدائل وخيارات احتمالية، إحداها لا غير الهروب من مواجهة المصير المحتوم إلى إشعال حرائق فقاعية هنا وهناك؛ تكون ملبية لحاجة ورغبة الأطراف القائمة على صناعة وتغذية وتمويل وتوجيه المتمردين والظاهرة الحوثية، للنيل من - وإلحاق الأذية والضرر بالبلدين الجارين والشقيقين معاً.. اليمن والمملكة. عصابة التمرد لا يمكنها أن تقدم على مغامرة انتحارية وحمقاء كهذه بمحض إرادتها وتدبيرها وبقرار ذاتي، لأن المتمردين يدركون انسداد الأفق أمامهم وانعدام كل ظروف وشروط ومقومات المقارنة أو المواجهة بين عصابة ودولة بحجم المملكة، ناهيكم عن الانهيارات الشاملة داخل التمرد وفي جميع الجبهات تحت وطأة وإصرار الجيش اليمني على الحسم وإخماد الفتنة. فإذاً الحوثيون لا يملكون أن يفكروا بالإقدام على مغامرة كالتي خاضوا فيها مؤخراً، إلا إذا كان أمراً صارماً ممن لا يملكون معهم رداً أو مراجعة وكان عليهم التنفيذ لا غير.. وهو ما حصل، فما الذي يكون الحوثيون قد ربحوه من جولتهم الإنتحارية؟ وماذا خسروا أو سيخسرونه تباعاً؟! من حق المملكة العربية السعودية علينا وكما أنصفتنا في حقنا وأمننا وسيادتنا وكانت إلى صف اليمن وشعبه أن ننصفها ونحفظ حقها في صيانة أمنها وسيادتها وسلامة أراضيها ومواطنيها وسيكون من الواجب استذكار الدرس المهم والموجز في هذه الأثناء والأحوال. والدرس هو، ما أدركته وفطنت إليه كل من اليمن والمملكة في وقت مبكر، ومفاده: كما أننا معاً وجميعاً مستهدفون من عدو واحد، يقف وراء الفتنة الملعونة، ويوقد لها، ويضمر بها وعبرها السوء والشر.. لعرب الجزيرة والخليج، في أهم مراكز وحواضر التأريخ التالد والحاضر الشاهد؛ عروبة وعقيدة ومقدسات، وممكنات قوة ومنعة وارتقاء حضاري.. بشرياً ومادياً ودينياً! ليست صدفة على الإطلاق أن يُقدم المتمردون على فعلتهم الأخيرة بعد أيام قلائل من استعار حملة إعلامية وتحريضية في الإعلام الإيراني وخصوصاً قناة العالم بالتوازي والتناغم مع تصريحات واتهامات حوثية، جميعها صبَّت في خانة التمهيد لخطوة كهذه.. عبر الإلحاح المكثف والتهييجي التبريري على مزاعم تكرس مقولة التعاون السعودي مع اليمن ضد الحوثيين. وكان وزير الخارجية أبو بكر القربي لفت إلى هذه الحملة، محذراً من خطورة وأهداف مثل هذه الاشتغالات، وسرعان ما تكشّف الواقع عن محاذير حقيقية ثمة من أراد استباق الدولتين بها وتحقيق مقاربات جديدة على الأرض! لنقولها بصراحة؛ إيران ليست بعيدة عن كل ما يحدث ويستمر في الحدوث، ولن تبرئ نفسها بمجرد نفي مرتجل يلقيه مسئول في طهران أو تنسبه دجالة «العالم» إلى مصادر إيرانية مغيَّبة ولن يعرفها أحد إلا بمعرفة «الإمام المغيَّب» ساعة يهبط أو يخرج أو يصعد من دهليز محطة قم النووية، ربما؟! ما خلا ذلك، كيف يفهم المرء فعلة العناصر المتمردة وسعيها إلى توسيع رقعة الفوضى ونشر الحرائق إلى الأراضي السعودية؟ ماهي مصلحة الحوثيين المتمردين في استعداء الشعب والدولة والجيش ورجال الأمن ومشاعر الأشقاء في المملكة العربية السعودية؟! بكل المقاييس.. لا أحد يستفيد من هذه الحماقة سوى طرف ثالث على بعد آلاف الأميال خلف الشاطئ الشرقي لمياه الخليج العربي، فهل هناك شك بأن المتمردين لا يملكون من أمرهم شيئاً ويُساقون إلى محرقة أذكتها لهم وبهم نار فارس؟! شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]