المفاجأة ليست «في مكان» آخر هذه المرة أيضاً.. ولكنها في طهران كالعادة حيث المريب يقول: «خذوني» ولا يخفي أو يتجمل للتخفي وراء المشاجب الديبلوماسية. .. طهران «تحذر» دول الخليج المجاورة من التدخل في الشئون الداخلية لليمن!! هل يفاجئكم الأمر؟! .. ينم كلام منوشهر متكي عن إلحاح إيراني على الادعاء وتقمص منصب ودور «الوصي الفقيه» على اليمن، واليمن ليست ولاية إيرانية أو إقطاعية مسجلة باسم الحوزة الكبرى للولي الفقيه وسدنة طهران. .. كان المطلوب من إيران ان تلزم نفسها عدم التدخل في الشئون اليمنية، لأن هذه هي القضية وهنا يكمن الداء والعلة.. ولم يطلب أحد من طهران أن تتحدث باسمنا أو نيابة عن الجمهورية اليمنية، بل نحن من نتحدث معها ونطلب منها أن تكف عن تصدير الفوضى والفتنة المذهبية إلى بلادنا وإلى الخليج والجزيرة. .. ولكن متكي استصعب الطريق واستثقل التبرؤ من أوزار وخطايا التدخلات والطموحات الإيرانية، فاختار أن يسلك طريقاً أسهل من هذا وراح يحذر دول الخليج من دعم اليمن والتعامل والتعاون مع الحكومة اليمنية! .. متكي يسمي التعاون الرسمي والديبلوماسي بين الحكومة اليمنية والحكومات العربية الخليجية بأنه «تدخلات» وينسى أن يتحفظ أو حتى يتبرأ من التدخلات الإيرانية وهي ما نشكو منها وليس شيئاً آخر! .. على أن إيران تحاول تغيير الوقائع وتزوير الواقع.. فالتمرد الحوثي ليس شأناً إيرانياً حتى تملي علينا طهران ما نفعل وما لا نفعل؛ لأن التنظيرات والإملاءات الإيرانية بطريقة أو بأخرى تسعى إلى فرض خيار «الحوار» مع العصابة المتمردة والإرهابية، كطريق واحد ووحيد أمام الحكومة والدولة في الجمهورية اليمنية. .. من أعطى طهران متكي أو متكي طهران هذا الحق، لكي يمارس علينا وصايته وإملاءاته؟! .. على إيران أن ترفع يدها ووصايتها المستفزة والعدائية.. لسنا مريدين لدى الولي الفقيه ولن نكون.. ومصالحنا نحن أدرى بها، والضرر الوحيد الذي نشكو ونعاني منه يجيء من قبل الشرق ومن داخل إيران وليس من دول الجوار كما حاول متكي صرف التهمة والأنظار..! شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]