هدد نائب قائد أركان القوات المسلحة الإيراني العميد مسعود جزائري من وصفهم ب"المعارضين ومن يساندهم في الخارج، خصوصاً الإعلاميين"، بالرد في الوقت المناسب. يأتي ذلك فيما يفترض أن تجري هذا الأسبوع محاكمة كبار أقطاب الإصلاح المعتقلين، حيث مثل أمس السبت، علي تاجرنيا، وسعيد شريعتي، وإبراهيم أميني، كل على انفراد، بتهمة الثورة المخملية. من جانبه، قال جزائري: إن الحرس الثوري رصد من سماهم بالمتآمرين على الانتخابات في الخارج وحدد أسماءهم وأماكن وجودهم خارج إيران.. وأشار إلى تشكيل قيادة خاصة للحرب النفسية من الإذاعة والتلفزيون ووزارات الاستخبارات والثقافة والإرشاد والعلوم والتربية، وقيادات عسكرية من الحرس الثوري والجيش وعدد من نواب البرلمان ومؤسسات أخرى لمواجهة معارضي نتائج الانتخابات في الداخل والخارج. واعترف المدعي العام بطهران عباس جعفري دولت آبادي باعتقال السلطات عدداً من المتظاهرين في ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية، وأكد أن كبار الإصلاحيين سيمثلون هذا الأسبوع أمام محكمة الثورة.وذكرت الأنباء أن صحافياً دانماركياً اعتقل خلال مظاهرات إحياء الذكرى الثلاثين لاقتحام السفارة الأمريكية في طهران، وهو طالب جامعي دانماركي وصل إيران لإجراء تحقيق صحافي. قبل ذلك، أكدت وكالة فارس الإيرانية الرسمية التابعة للحرس الثوري اعتقال السلطات ثلاثة صحفيين أجانب كنديين وياباني، إضافة إلى رابع إيراني يعمل في وكالة الصحافة الفرنسية بحجة أنهم لم يكونوا يملكون ترخيصاً أثناء تغطية المظاهرات خارج الإطار الرسمي أمام المقر السابق للسفارة الأمريكية. إلى ذلك أكد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي وجود ما سماها "مؤامرة لحذف وإقصاء المخلصين للنظام"، وقال: إن هذه المؤامرة تستهدف تلامذة الإمام الخميني ونهجه وأسرته. وأكد خاتمي - في حديث نشر على موقع حزبه المعروف بمجمع علماء الدين المناضلين - أن تياراً يعمل داخل النظام ويتآمر عليه لتشويه الجمهورية الإسلامية.. داعياً إلى الالتزام بالدستور والقوانين والإفراج عن المعتقلين والاحتكام لإرادة الشعب. من ناحية ثانية، نصح نائب رئيس البرلمان الإيراني محمد رضا باهونر الرئيس محمود أحمدي نجاد بأن لا يحضر ثانية إلى البرلمان. وأشار باهونر إلى الزيارة المفاجئة التي قام بها نجاد الثلاثاء الماضي إلى البرلمان حيث طلب إلقاء كلمة، ولكن رئيس البرلمان علي لاريجاني رفض لأن حضوره غير قانوني، وقال: إن أحمدي نجاد يرتكب باستمرار مخالفات قانونية. ومن المقرر أن يمثل أمام محكمة الثورة اليوم (الأحد) الإصلاحي أحمد زيد آبادي، وربما أيضاً الزعيم المخضرم بهزاد نبوي، ممثل الإمام الخميني في مفاوضات الإفراج عن رهائن السفارة الأمريكية في كانون الثاني (يناير) من العام 1981. كذلك تجري غداً الاثنين محاكمة محمد عطريان فر القيادي في حزب كوادر البناء المعروف بحزب هاشمي رفسنجاني، من دون أن يربك ذلك الإصلاحيين الذين أعلنوا أنهم يستعدون لمظاهرات يوم الطالب الجامعي بعد نحو شهر. لكن المرجع أسد الله بيات زنداني أكد مجدداً وهذه المرة من غرفة العناية الفائقة حيث يعاني من أزمة قلبية، أن استمرار احتجاز المعتقلين، مخالف للشرع كما هو مخالف للقانون. في هذه الأثناء اتهم نجل الإصلاحي مهدي كروبي، حسين، وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية بنشر أكاذيب على لسانه ضد الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي. وكانت الوكالة نسبت لنجل كروبي أنه انتقد "عدم مشاركة " موسوي في مظاهرات ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية. غير أن حسين كروبي قال على موقع "تغيير": إنه لم يدلِ بأي تصريح للوكالة واتهمها بأنها تُدار من قبل وزارة الاستخبارات. ولم يغط هذا السجال على تفجر الحديث في طهران حول صور تم تسريبها عن اعتداءات الشرطة والباسيج على فتيات وشبان. ويقول الإصلاحيون: إن على الزعيم الديني آية الله علي خامنئي فتح تحقيق مفصل حولها، وإيقاف الضباط الذين يعتدون على أبناء الشعب من الشبان، وهم منتشون بالنصر. ويتساءلون: "أي نصر هذا؟ وعلى من؟".