يريد البعض في وصف مواجهة الدولة لعصابة التخريب والإرهاب في صعدة ومديرية حرف سفيان بعمران تكريس مصطلح "الحرب الطائفية أو المذهبية"، من خلال مزاعم تنفي عن الحوثي سمة التمرد والتخريب، وتنعته بزعيم جماعة تطالب بحقها في ممارسة شعائرها الدينية!!. وهذه المزاعم التي تربط مواجهة الدولة لتمرد الحوثي بإيعاز سلفيين – يقصدون النيل من المذهب الزيدي- يتناسى أصحابها أن بين عصابة الحوثي والزيدية بعد المشرقين، وإنه إذا كان لحسين الحوثي - أو أبوه من قبله- ثم عبد الملك من بعدهما أية صلة بالمذهب الزيدي فليس إلا الجناية عليه، وإلباسه مسوح ولاية الفقيه والانتصار للإمام الغائب (زوراً وبهتاناً) وإلا فإن المذهب الزيدي الذي استطاع أتباعه التعايش مع إخوانهم من الشوافع طيلة قرون مضت بريء من تمرد الحوثي وعصابته الإجرامية براءة الذئب من دم ابن يعقوب. ثم ماذا بعد؟.. ومن من الفريقين يريدها فتنة طائفية؟!.. لقد كشفت الأحداث الأخيرة في مديرية الصفراء بصعدة، كيف تسعى عصابة التخريب باتجاه إشعال فتنة قد يصعب إخمادها فيما بعد، وما اعتداؤهم على جماعة سلفية "في دماج" وقتل عدد من أفرادها، إلاّ إيذان باستقدام تفاصيل حمام الدم الطائفي الذي طالما خاضت فيه بلدان عربية وإسلامية في سلسلة الصراع الشيعي السني. الآن لم يعد لدى عصابة الإرهابي الحوثي ما تخفيه، وهي وإن ابتدأت بمشهد واحد طالما تكرر في مسلسل عراقي طويل فلسوف يكون في قادم الأيام استحضار لأبطال اللعبة القذرة في العراق، ابتداءً من أمريكا وانتهاءً بإيران، وما لم يتم إخماد هذه الفتنة باستئصال جذورها، فإن الحوثي لن يهدأ له بال بعد صرخاته بالموت لأمريكا وإسرائيل إلا بعد قدومه على ظهر الدبابة الأمريكية بحماية جنود المارينز!! ومرة أخرى.. مواجهة الدولة لتمرد الحوثي وعصابته الإجرامية لا تأتي إلا في سياق ما يمليه الواجب على القوات المسلحة والأمن من الدفاع عن الوطن وأمنه وسيادته واستقراره ضد عصابة لا ترتبط أفرادها بأي من ثوابت الدين والإنسانية والوطنية أيه صلة.. إنها باختصار معركة الحق في مواجهة الباطل، ومع أن ما عليه عصابة التخريب والإرهاب ممّا لا شك في بطلانه إلا أنها بإطلالتها الأخيرة من خلال الفتنة الطائفية تضع كيانها المزعوم على قمة الباطل والفساد!!.. فالفتنة أشد من القتل، ومحكم التنزيل على ذلك شهيد.