قبل قرابة أسابيع ثلاثة من نشر هذا الموضوع كانت صحيفة «الجمهورية» ومن خلال هذا العمود تحدثت عن تجارة الأعضاء البشرية في الولاياتالمتحدة والتي قال أحد وسطاء التجارة فيها: إن مصدرها إسرائيل . وكانت القراءة التحليلية لموضوع تلك الحلقة أوصلتنا إلى سؤال مهم وهو اذا كان مصدر تلك الأعضاء التي تباع في الولاياتالمتحدة مصدرها إسرائيل فهل أنها حقاً تأتي من متبرعين إسرائيليين ام ان لها علاقة بالمختفين والقتلى الفلسطينيين . ويبدو أن الإجابة على السؤال لم تتأخر كثيراً فقد اتهمت صحيفة افتونبلاديت السويدية في تحقيق لها نشريوم الاثنين الماضي الجيش الإسرائيلي بقتل الفلسطينيين واستخدام أعضائهم بعد الوفاة وهو الأمر الذي تحاول إسرائيل نفيه بعنف من خلال ردها على ما اورده التحقيق المنشور في الصحيفة المشار إليها. الموضوع ذاته أثار مؤخراً عاصفة في اسرائيل حين نشر التحقيق معززاً بالصور. نائب وزير الخارجية الإسرائيلي ايجال بالمور وصف التحقيق بأنه " يتضمن عنصرية صارخة وقد يؤدي الى جرائم كراهية بشكل يدعو الى القلق لذا على السلطات اتخاذ التدابير اللازمة"حد وصفه. السفارة السويدية في إسرائيل ردت في بيان لها حول ما نشرته الصحيفة بالقول: «ما صدر في الصحيفة شكل صدمة كبيرة في السويد وإسرائيل، ولذلك فإن السلطات السويدية متضامنة مع كل من صدم بسبب ما صدر». البعض ذهب الى تهويل المسألة فوصفها بمعاداة للسامية او عاد بالذاكرة الى القرون الوسطى وما كان يعرف باضطهاد اليهود واتهامهم بقتل الاطفال المسيحيين لاستخدام دمائهم ،وهي الوسائل المعتادة لصد أية هجمة قوية ضد التصرفات الإسرائيلية . في السويد، أدى نشر الموضوع إلى ردة فعل صحيفة سيدسفينسكان، وهي صحيفة منافسة ل «افتونبلاديت» ذائعة الصيت في السويد،حيث اعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها ان "المقال المنشور "يصب في خانة نظرية المؤامرة التي اعتاد عليها الجميع". افتونبلاديت كانت نشرت التحقيق مصوراً وأوردت صوراً لجثة فلسطيني تظهر عليها آثار جراحه على طول الصدر وتقول الصحيفة: إن الصور تم اخذها بعد تشريح جرى على الجثة. الصحيفة اوردت في تحقيقها ايضاً صورة لليهودي الأمريكي اسحق روزنبوم الذي اعتقل في الولاياتالمتحدة الشهر الماضي من قبل مكتب التحقيق الفيدرالي (اف بي آي) لاتهامه بالاشتراك في شراء كلية من إسرائيلي وبيعها لمريض أمريكي بقيمة 160 الف دولار وهو ذات الموضوع الذي كنا تحدثنا حوله هنا وتوصلنا الى السؤال المشار اليه.