كتب فضل الذبحاني ارزاق عبده أحمد الحيدري طفلة في عامها الثالث، الإبرة وقنينات الأدوية الفارغة وسيلتها لممارسة اللعب فهاهي الطفلة ارزاق شاءت الأقدار أن تضحى مميزة عن غيرها ممن هم في عمرها تعيش حياة مختلفة تحاول أن تبقى على حيوية الطفل ومتعة المرحلة التي كلنا يفتقدها ويحتفظ بذكريات جميلة عنها.. أرزاق منذ شهرين كانت تمثل سعادة بيت أبيها وكل يوم يمر تتعلم شيئاً جديداً يفرح والديها. الطفلة صارت تمشي ولسانها يعيد ما تسمعه لتكرر مع التحريف في نطق ومخارج الحروف لتعم نشوة السعادة أهلها الذين أحبوها لحد الجنون فكانت الطفلة المدللة والجميلة التي وكما يبدو تستمتع بالتفنن في إطلاق حركات عفوية ليزداد حب الآخرين لها ودودة اجتماعية لا تشعر بالغربة من أحد وان كنت تراها للوهلة الأولى حتى الزائرون للبيت من أصدقاء أبيها أو الأقارب تعلقوا بالطفلة الحبوبة وهذا الكلام كما سمعناه، لكن فرحة ارزاق بطفولتها وفرحة الآخرين بها لم تدوم فقبل شهرين أصيبت بالمرض وتعبت لدرجة أن الأطباء شكو أن في الأمر شيئاً وأن ألمها ليس مجرد عارض بسيط كبقية الحالات عند الأطفال، أجريت الفحوصات الطبية لذلك الجسم الصغير الذي كان يخفي بداخله مرضاً أكبر مما يتوقعه أحد فجسدها الصغير بات مصاباً بداء خطير مرض السرطان طلب من والدها أن يجري عملية وأخذ عينة من بطنها للتأكد من الأمر. ورم سرطاني تحمله معدة طفلة بالأمس القريب كانت تمرح وتفرح القلوب برؤيتها وحيويتها وهي تتشاقى وبيديها ورجليها تلهو وتلعب وكأنها تعلم أنها في وقت قريب لن تستطيع أن تعيش هذه اللحظات وأعضاؤها ستضعف ولن تتمكن من الاستمتاع. ارزاق على سرير المرض وتحت العناية المركزة في المستشفى وأنت تنظر إليها تقرأ في عينيها عبارة «انقذوني وخلصوني من هذا المرض» لماذا أنا هنا ألا يجدر بي أن أكون الآن في المنزل ألعب وأمرح وأعيش طفولتي أريد ألعابي فلست بحاجة إلى الإبر والأدوية ولماذا أنا مربوطة إلى السرير لماذا لم أعد أشعر بجسدي. دنونا من الأب لنتحدث معه فكان الحديث صعباً جداً وبالكاد خرجنا بمعلومات قليلة عن حياته ومعاناة ابنته فهو أشبه بغريق بحاجة إلى من يمد له يد العون ليخرجه إلى شط الأمان برؤية العافية تعود إلى جسد أرزاق لتنعم بطفولتها كبقية من هم في عمرها، ظروف الوالد صعبة من حيث المادة فهو عامل يبيع مع أحد المقاوتة القات ليس له دخل ثابت ولا وظيفة مرض ابنته يستنزف الكثير من المال وعلاجها يتطلب أكثر مما يقدر عليه عبده أحمد الحيدري ومن خلال هذه السطور يتوجه بنداء لأهل الخير النظر في حالة ابنته التي تزداد حالتها سوءاً وأمله كبير في انقاذها ووقف معاناتها لتعود البسمة إلى بيته الذي رحلت عنه الطفلة ارزاق منذ شهرين ولم تعد.