يا لها من امرأة حديدية..قوة في الصبر، وقوة في تحمل الألم ومشقات تربية ورعاية أطفالها الذين تركهم عائلهم الوحيد أبوهم بعد أن انتقل إلى جوار ربه، ثمانية أطفال بنين وبنات..وثلاث سنوات من إصابتها بألم شديد «سرطان المعدة والرحم». عايشة عبده ناصر من مديرية الكود محافظة أبين قالت: أكثر من 400ألف ريال كلفتها العملية الجراحية التي أجرتها في المستشفى الجمهوري بصنعاء باعت ذهب بناتها وأثاث البيت «من تلفزيون وحيوانات» وتسلف من الناس..وعاد المرض من جديد ولكن الحمد لله على كل حال. وتقول عاشة إنها حالياً تتناول علاجات يزيد ثمنها عن50 الف ريال كل شهر..وهي تعاني مشكلة توفير تلك المبالغ والتنقل من أبين إلى عدن لتلقي العلاج..وجميع أولادها ليس لهم أي عمل وهي بذلك صابرة ومحتسبة مبتغية بذلك وجه الله ورضاه!!. عايشة تلك المرأة التي لم يمنعها مرضها الشديد من إخفاء ملامح الحشمة والعفة، تعيش في وضع أسري بسيط..فهي الأم والأب والعائل للأسرة..التي لا مصدر دخل لها...حتى أن أولادها كما أفادت لم يستطيعوا اكمال تعليمهم الجامعي..وهم عاطلون بلا عمل!!. استطاعت هذه المرأة بقوة إرادتها وجلدها وصبرها على تحمل الألم وتحمل تكاليف اجراء العملية..بتجميع تلك المبالغ ببيع أغلى ما تملك هي وبناتها.. لكنها وبحنان الأم الفاضلة حزَّ ولا زال يحزُّ في نفسها كما احسسنا ولمسنا من حديثها، وحتى نبرات صوتها...على بيع ذهب ابنتها المخطوبة..التي لم تتزوج بعد!!...حينما قالت :حتى ذهب ابنتي المخطوبة بعته من أجل قيمة العلاج ،لأن قيمة البقرة والغنم لم تكف ولم تف بالمبلغ المطلوب...!! من حقها أن تبكي هذه الأم ليس بإخفاء وجهها وحسب من أمام عدسة الكاميرا.. فمثل تلك المواقف تخشع لها كل القلوب القاسية وتبكي عليها كل المشاعر والوجدان...ومن حق كل العيون والمآقي أن تذرف الدموع بلا حساب تعاطفاً مع تلك المرأة..وأفراد أسرتها ، ألا يكفي ياجماعة الخير مثل تلك الحالات أن يتفاعل الناس وأهل الخير معها..لمساعدتها ولإشعارها حتى ولو بجزء بسيط من السعادة المفقودة الغائبة عن تلك الأسرة منذ سنوات!!.