الكهرباء "بلوى" في بلادنا تحلُّ - فقط - على المواطنين الذين لا حول لهم ولا "مولدات" وليس لديهم إمكانات "خاصة" تمنحهم القدرة على الهروب من معاناة "الناس"!!.. وهي أيضاً "بلوى" عند آخرين ممن لا يشكون على الإطلاق انقطاع الكهرباء!. عندهم بلوى لأنها تسببت بخسائر اقتصادية كبيرة.. وفي ضياع صفقات تجارية.. وفي توقف العمل وإن كان لدقيقة .. أو حتى لعشر دقائق أو لساعة!. في اليابان - مثلاً- احتفلوا بمضي مائة عام على عدم انطفاء الكهرباء.. وقرروا أن يكون الاحتفال بإطفاء الكهرباء لساعة واحدة فقط!!. وهنا حلت "البلوى" وخسرت اليابان مبالغ كبيرة بتوقف الإنتاج في مصانع عدة.. وتكبدت "اليابان" خسائر مالية واقتصادية لم تعرفها منذ سنوات كثيرة تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات. في دبي.. وقبل حولي أربعة أعوام.. انطفأت الكهرباء قرابة الساعتين بسبب عطل في الكابل الذي يغذي المدينة "دبي" ولم تكن هناك أية احتياطات كهربائية لمثل تلك الحالة "المفاجأة" وتسبب ذلك بخسائر اقتصادية كبيرة.. ولم يمض اليوم الثاني.. إلا وأقيل الوزير المسئول.. ومن يومها لم تنطفئ الكهرباء دقيقة واحدة!!. ومع ذلك الفارق كبير.. وشاسع .. بين بلواهم وبلوانا.. فما حصل عندهم لا يمكن أن يتكرر ويدخل في خانة ما يسمى ب«النادر».. وما عندنا مختلف جداً.. فهو يتكرر مرات عديدة في اليوم الواحد.. وربما أننا سنصل إلى أيام تأتينا الكهرباء فيها مرات قليلة في الشهر الواحد!!. بلوانا متعددة .. ومتشعبة: كهرباء ما إن تطل بأنوارها حتى تنطفئ. الأجهزة المنزلية من "تلفزيون وثلاجة وغيرها من الالكترونيات" تتعطل بل تنتهي!!. الشموع لا تقاوم ربع الوقت وتستنزف الجيب. الخازنات الكهربائية صُنعت لوقت محدود وقصير؛ ومع أنها تخفف لكنها لا تنهي مشكلة. وفاتورة الكهرباء - مع كل ذلك - يأتي بها موظف إحصاء أنفاس "العدادات الكهربائية" مجبراً لا بطلاً وهي محملة بالآلاف التي تقضي على ربع أو نصف ما يتسلمه "الموظف" من راتب شهري!. وبلوانا أن هذا الشهر الذي يأتي في العام مرة واحدة.. لم يحترمه مسئولو الكهرباء.. وأصرّوا على أن لا يجدوا حلولاًً سريعة قبل أن نعايش أيامه.. وقبل أن نفطر ونتناول وجبة العشاء على ضوء الشموع.. ونتسحر - أيضاً - في حضرة الظلام!. والبلوى الأمرّ في كل ما يحصل منذ أشهر عدة أن الوزير عوض السقطري هدأ جداً إلى حد أنه لا يقول لنا ولو لمرة واحدة ماذا يحصل.. وإلى متى يستمر هذا العذاب.. ولا يحاول التخفيف من معاناة الناس جميعاً.. ولو بكلمة طيبة وتبرير مقبول، وليس كذلك التبرير الذي ظل يردده مسئول المؤسسة الكهربائية وهو يؤكد مراراً وتكراراً أنهم جاءوا على هذا الواقع!. وبلوانا .. أنهم في وادٍ .. ونحن في وادٍ آخر.. هم منشغلون في تحصيل فواتير المواطنين "الغلابة".. ونحن نبحث عن بصيص ضوء.. وهم "يخافون" الاقتراب من حسابات كبار القوم "المتلتلة".. ونحن نخاف أن ننسى وليس نتعمد تسديد فاتورة شهر واحد!!. ولا تسألوا متى تنتهي هذا "البلوى".. فلا رد.. ولا جواب.. ولا وزير.. ولا مدير مؤسسة.. ولا من يستطيع أن يقول لنا: "ثُلث الثلاثة كم"؟!.