تعبت أحلامنا من الانتظار، مثلما تعبت رواتبنا من الانحسار والضمور، نسينا تأمين السكن العائلي المناسب، وانعتاقنا من جشع المؤجرين وضعف دينهم.. مثلما نسينا السيارة المناسبة، والسياحة الداخلية والخارجية، والطموحات والأهداف القريبة والبعيدة، والكثير من الضروريات، ومد يد العون للأقرباء والمحبين في مثل هذه الأيام المباركة، ومع ذلك سنصبر حتى النهاية. فواتير الحرب الملعونة التي أشعلها الإرهابيون الحوثيون ضد اليمن واليمنيين في صعدة مازالت تتوالى وتزحف نحونا بحقد وكراهية، تدعمها أحلام إيران التوسعية في الجزيرة العربية والخليج. والمعنيون بهذا المشروع التوسعي لا يحركون ساكناً، معتقدين ومتأكدين أن اليمنيين لا يرضون بأن يكونوا الثغرة التي تتسلل من خلالها إيران إلى إخوتهم وأهليهم في الجزيرة العربية والخليج. لكن في الوقت نفسه؛ على هؤلاء جميعاً شعوباً وحكومات، وملوكاً وأمراء وسلاطين، أن يقدّروا هذا الجهد والتعب الذي يمر به شعبنا ووطننا فيكونوا عند مستوى المسئولية التي يتطلبها الضمير. والحرص على الحاضر العربي ومستقبله، وعند مستوى الكرامة والنخوة العربية التي أراها قد ضمرت عند الشعوب والحكام معاً، حتى تناسوا من أين تؤكل الأوطان، وتخرّب وتدمّر الأمم والحضارات!!. إن هذا الكلام لا يعني التسول أو الاستجداء المذموم لهذا أو ذاك؛ لكننا نقول للجميع: إن عروشكم وشعوبكم في خطر داهم وكبير؛ حتى لو داخل بعضكم الغرور المتضخم، واعتقد أنه في مأمن؛ فهو - لا محالة - أول الهالكين، فالنار المجوسية ستلتهم الجميع. لكن في المقابل علينا أن نصفد تجار الأزمات والسلاح معاً، وأن نضرب على أيدي الفاسدين الناقمين بقوة العدالة والدولة والقانون، ونجعلهم عبرة ودرساً لكل العابثين الذين يزدادون ثراءً كلما ازدادت المحن والمتاعب إرهاقاً للوطن والمواطن. وهؤلاء الخبثاء مع الأسف يزدادون جاهاً وحظوة وسلطة وقوة ونفوذاً وغطرسة وخيانة لا سابق لها في تاريخنا اليمني المعاصر والقديم. مواجهة التمرد الحوثي والأحلام والمشاريع الإيرانية الفارسية في المنطقة مسئولية الجميع، وعلى إخوتنا في الخليج الوقوف أمام هذا الورم الخبيث بمسئولية كبيرة. لأن إيران لا تريد اليمن؛ وإنما تريد الخليج العربي، وتسعى جاهدة إلى التهامه والانقضاض عليه منطقة منطقة، ودولة بعد أخرى!!. وإخوتنا وأهلنا في الخليج لم يتأكدوا بعد من قدرة الثعلب الفارسي على الوصول إليهم حسب كلام بعضهم وما يدرون أن نصفهم قد أصبح في فمه، وما تبقى غداً سيكون في معدته وأحشائه!!. علينا أن نصرخ في آذان شعوب الجزيرة والخليج: «وا عروبتاه، وا إسلاماه» علّهم يستشعرون الخطر، ويتركون ثقافة المؤامرات واللا مبالاة؛ فلم يبق للصمت مكان، ولا للتشفي وقت؛ لأنهم الضحايا لا محالة. إننا في هذه الأيام والليالي المباركة نشد على أيدي رجال قواتنا المسلحة والأمن، ونقول لهم: نحن معكم لحظة بلحظة، وخطوة بخطوة، والله يمدكم بعونه ونصره وتأييده؛ لأنكم تدافعون عن دين ووطن وكرامة وشرف وعروبة وأمة. فلا نامت أعين الجبناء والفاسدين والخونة.