خلاص.. تعرضت بعض العادات الرمضانية في الريف اليمني للتعطيف والاندثار خاصة في الجوانب الاجتماعية وأشكال التواصل بين أبناء القرى. الثابت الوحيد الذي يجري المحافظة عليه بصورة متنامية هو ثابت الإسراف في الطعام والشراب. مازلت أحتفظ في الذاكرة ومنذ الطفولة كيف أن من يُصلّون التراويح لا يغادرون بوابة المسجد قبل إطلاق «التشفيع» بصوت مرتفع وفي حلقة من الكبار والصغار لاتفتقر لمعنى تعزيز التلاحم وطلب الرضا من الله تعالى والصلاة والسلام على خير خلق الله، فضلاً عن ترديد الأناشيد والذكر وهم في الطرقات، علاوة على مذاكرة السنة النبوية المطهرة باستعراض ماتحتويه أحاديث البخاري ومسلم التي تستمر من بعد صلاة التراويح حتى المغادرة استعداداً لتناول السحور. الأطفال أيضاً كانوا يقاومون النوم حتى يتمكنوا من تنبيه من نام من أبناء القرية ونسائها وهو مايشبه وظيفة «المسحراتي» ولكن بصوت جماعي للأطفال.. الآن اندثرت كثير من العادات، وصار معظم الناس مشدودين بحبل الانطواء وسحر «الدشات» المحتلة لأسطح المنازل على حساب الجانب الاجتماعي، والفارق كبير بين إحياء ليالي رمضان بالذكر وبين قضائه من قبل الكثيرين في متابعة برامج ومذيعات بملابس النوم.