«وليد جنبلاط» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي.. ورث رئاسة الحزب عن والده «كمال جنبلاط» .. الشهيد جنبلاط كان جزءاً لايتجزأ من حركة الثورة العربية خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي حتى استشهاده.. أي أنه كان عروبياً تقدمياً في مواجهة أعداء العروبة ونصيراً مشاركاً في النضال العربي التحرري الوحدوي.. متشدداً في عروبة لبنان، وفي نصرة الشعب العربي الفلسطيني، في نضاله لاستعادة حقوقه المغتصبة من قبل العدو الصهيوني، وقد قضى شهيداً في سبيل مبادئه وقيمه العروبية التقدمية. جاء وليد جنبلاط خلفاً لوالده لرئاسة الحزب التقدمي الاشتراكي.. ومضى على نهجه لتستمر مسيرة الحزب النضالية على الساحة اللبنانية، إلى جانب الشعب العربي السوري.. وكانت تربطه روابط وثيقة جداً بسوريا، كشركاء في النضال العربي التحرري الوحدوي.. كما ترتبط لبنان بكل قواها الوطنية والمذهبية والطائفية بسوريا.. وهي روابط كان هناك من يسعى ويحوك المؤامرات والدسائس لضرب هذه العلاقات المصيرية بين سوريا، ولبنان، وبين القوى اللبنانية وبعضها.. تحت رعاية ودفع أمريكي، تقف وراءه الصهيونية وقواها المتنفذة في الولاياتالمتحدة والغرب.. ولم ينجح ذلك، بل كان مصيره الفشل الذريع رغم تورط قوى لبنانية فيه، وجهاراً نهاراً كانت تتعامل مع «الكيان الصهيوني» مباشرة، وهي قوى مكشوفة نفذت العديد من العمليات، والاغتيالات لضرب الوحدة اللبنانية، وضرب لبنان لصالح الأهداف الصهيونية. إلا ان القوى الغربية، والصهيونية لم تيأس، ومضت عبر عملائها في ارتكاب الاغتيالات لزعامات لبنانية لتتهم سوريا، وقوى لبنانية موالية لسوريا في لبنان.. وآخرها كان اغتيال الشهيد «رفيق الحريري» بعد صدور قرار مجلس الأمن بانسحاب القوات السورية من لبنان بعد 2004م.. وألبسوا التهمة سوريا.. لينقسم اللبنانيون إلى قسمين الموالاة أو «14آذار» والمعارضة أو «8 آذار».. وانحاز وليد جنبلاط إلى الموالاة التي تتهم سوريا بالاغتيال بقيادة «سعد الحريري» لكن كان جنبلاط أكثر عدائية لسوريا وكذا للنظام السوري. لكن المعارضة ظلت صامدة بقيادة حزب الله، وأمل، والتيار الوطني الحر،.. وهذا الانقسام أدى إلى ان تقدم اسرائيل على عدوان «تموز» لضرب المعارضة وتدمير سلاح حزب الله.. نصرة للموالاة لكن المقاومة كانت عصية بالتفاف الشعب اللبناني وهزمت العدو الصهيوني.. مماجعل وليد جنبلاط يعيد قراءة تاريخ حزبه.. ومراجعته، وترتيب أوراقه.. إلى ان انتهت الانتخابات النيابية في يوليو 2009م. وبدأ جنبلاط يعلن مواقفه المصححة لصالح عروبة لبنان، ومع المقاومة ضد الصهاينة، ويأسف لمواقفه السابقة ، وزيارته لأمريكا يعتبرها عاراً لابد من تجاوزه.. ويعلن عدم استمراره مع «14 آذار» ولن يكون مع المعارضة.. وبهذا أخل بالأكثرية.. فهل يكون شوكة الميزان ؟ أمّا المعادلة فقد غيّرها.